تحظى المرأة الإماراتية بمكانة مرموقة في المجتمع الإماراتي؛ بل أصبحت جزءاً كبيراً من هذا المجتمع المترابط، فابنة هذا الوطن، خرّجت من مدارسها رجالاً ونساء بنوا دولة الإمارات بكل حب وإخلاص، وأوصلوا إنجازاتها إلى أعلى القمم محلياً وعالمياً، منهن اليوم من تلعب دوراً مهماً في صناعة القرارات المصيرية في المحافل الدولية والأممية، ومنهن من ستغزو الفضاء لتكتشف علومه ورسم مستقبله للعالم، ومنهن من ترسم أهم ملامح التطور والبناء في دولة الإمارات، وغيرهن من المتميزات في مجالات وقطاعات مختلفة سواء محلياً أو عالمياً.

وحرص المؤسس القائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على تمكين المرأة الإماراتية منذ تأسيس دولة الإمارات، وحرص على أن يكون تمكين المرأة الإماراتية ضمن أولويات الحكومة الرشيدة من خلال تكافؤ الفرص في التعليم والصحة وغيرها من المجالات المهمة في التنمية، وقال الشيخ زايد الخير رحمه الله: «إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة»، فقد وضع الشيخ زايد، رحمه الله، نهجاً في تمكين المرأة، ويجني ثمار إنجازات المرأة الإماراتية مجتمعها ودولتها.

51 عاماً من تمكين المرأة الإماراتية، حرصت الدولة خلالها على جعلها نموذجاً محلياً وعالمياً يحتذى، وفي الثامن والعشرين من أغسطس من كل سنة تحتفل دولة الإمارات بيوم المرأة الإماراتية، ليكون يوماً يشيد بإنجازاتها في كل الميادين والقطاعات، ويضعها فوق كل الاهتمامات والأولويات، لإيمان القيادة الرشيدة بالدور الفعال للمرأة في المجتمع، سواء في الأعوام ال51 الماضية أو في الحاضر أو المستقبل المبهر الذي تصنعه للأجيال، وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في هذه المناسبة إن «المرأة الإماراتية شريك أساسي في مسيرة نهضتنا وتقدم مجتمعنا.. بفضل الله دولة الإمارات من الدول الرائدة في مؤشرات تمكين المرأة.. نبارك لها بمناسبة يوم المرأة الإماراتية.. ونقدر عطاءها وتضحياتها ودورها المحوري في المجتمع»، وهذا تأكيد من سموه على أن المرأة الإماراتية شريك في النمو والنهضة في الدولة، وأن تعزيز مكانتها في المجتمع يعتبر من الثوابت الوطنية الرئيسية التي تحرص عليها دولة الإمارات في تحقيق طموحاتها وإنجازاتها سواء على مستوى المنطقة أو العالم.

واعتمدت دولة الإمارات منذ 51 عاماً على أسس وخطط واستراتيجيات دقيقة، لتمكين المرأة الإماراتية، ولعل أهمها والذي هو محور النهضة التعليم الإلزامي للمرأة في المدارس، وكذلك تشجيعها على إكمال دراساتها في الجامعات، وبفضل استراتيجية التعليم أصبحت قادرة على خوض ميادين العمل لبناء الدولة يداً بيد مع المجتمع الإماراتي باختلاف جنسياته ولغاته وثقافاته، وحافظت على أهم المبادئ والتقاليد الإسلامية.

وتعتبر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله رائدة الحركة النسائية في دولة الإمارات، وهي من أسست الاتحاد النسائي العام، ولها الفضل الكبير في نمو ونهضة المرأة الإماراتية؛ حيث تميز نهجها بالتوازن في مجال العمل النسائي من حيث المحافظة على العادات والتقاليد الإسلامية والمشاركة في قيادة سفينة دولة الإمارات من نجاح إلى آخر في جميع المحافل الدولية، وتحتل الإمارات المرتبة ال 18 عالمياً والأولى عربياً وشرق أوسطياً في مؤشر المساواة بين الجنسين، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020، فيما تتطلع اليوم إلى دخول قائمة العشرة الكبار عالمياً، ولم يأت هذا المجهود من فراغ؛ بل هو حصيلة القرارات والتشريعات والجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة في تمكين المرأة الإماراتية.