من نافلة القول إن هذا هو زمن تحول الفرد إلى وزارة إعلام مستقلة من غير أن يكون رسمياً، هو زمن إعلام الجماهير، وما يقدم عبر ذلك البث لا يحمل المصداقية، الكل يبث، والكل يقرأ وبينهما تضيع مصداقية الخبر، وينتج عن ذلك أنواع من تداول الأخبار الصادقة والكاذبة معاً. ولأن فضاء التواصل الاجتماعي لا يحد، ولا يمكن بأي صورة كانت الإحاطة به، فالمبثوث طوفان، وإزاء هذا الكم المهول من البث يقف المرء في حالة مهتزة لا يعرف الكيفية التي يتعامل مع ذلك المبثوث، ولأن معظمنا عاطفي النزعة نجد أن ردة الفعل سريعة؛ سواء كانت غاضبة، أو متهاونة، أو محرضة، وإذا كان الحدث دافعاً للتعاطف يكون التفاعل كثيفاً يقترب أحياناً من التحريض ليس كنية مسبقة أو مضمرة، وإنما هي ردة فعل إنسانية تنشأ كون المشهد يمثل التعدي والظلم على شخص أو أشخاص.

والمشكلة انتشار المقطع (الظالم) من غير تنويه من قبل الجهة المعنية، بأي شيء يهدئ الخاطر، وإذا حدث تفاعل من قبل تلك الجهة يأتي تعليق مبتسر لا يحمل أي شفاء للنفس المقهورة من رؤية المشهد، كأن تعليقاً بأن المشهد المتداول تم توجيهه إلى النيابة من غير ذكر نبذة مختصرة للتعريف بسبب المشكلة مع التنويه أن الأمر أم تحويله إلى النيابة أو المحكة وسوف نوافيكم بالأسباب وما كشفت عنه التحقيقات.


هذا التنوية لا يوجد بتاتاً، ويظل المشهد أو المشاهد متداولة سارية كالماء أو كالنار، فيتم استغلالها للتحريض أو قول ما لا يقال..

الأمنية تنبيه كل جهة يبث عنها أمر ما أن تسابق في إظهار نبذة مختصرة جداً عن المقطع المتداول مع التأكيد على أنها سوف تنشر ما يرشح من التحقيقات.

وليس خافياً على الأذهان المثل الشهير «ومعظم النار تأتي من مستصغر الشرر».

أكد الآن أن كل فرد منا يحمل شرراً قادراً على إحراق النفس والمكان.