منذ تمام توحيد المملكة وحتى العيد الوطني 92 وهي ترسّخ مفاهيم ثقافية، نما ونشأ عليها المجتمع السعودي بجميع أطيافه: كثقافة التآخي، وثقافة التعايش، وثقافة السلم، وثقافة التواد، وثقافة الانتماء، وغيرها من الثقافات التي غدت اليوم بصمات ثابتة في التصور العالمي وذهنيته عن أبناء المملكة.

وليس أصدق شواهد عليها غير الإحصاءات الوطنية، والتي تستند عليها وتؤكدها الإحصاءات العالمية بمراكزها ومؤسساتها الدولية كاليونسكو المسؤولة والمختصة بالتربية والعلم والثقافة، واليونيسيف المتابعة لحقوق الأطفال حول العالم من أجل حماية حياة كل طفل وحقه في الحياة الكريمة، حيث إننا اليوم نعدّ أقل بلدان العالم أميّة، ولا يذكر في قوائمنا أنّ طفلاً واحداً منذ أكثر من ثلاثة عقود لم يحظَ بتعليم مكتمل.

يمكن القول أمام كل شواهد العالم وتطلعاته ونظرته المستقبلية للمملكة العربية السعودية أننا نحن من نشهد لأنفسنا وعلى وطننا، حيث إننا لو استعدنا قوائم المبتعثين في العقدين الأخيرين لوجدنا أننا من أكثر البلدان في العالم ابتعاثاً لأبنائها وبناتها بجميع جامعات العالم، سفراء سعوديون بمئات الآلاف وقد بلغت الإحصاءات لبلوغ المملكة عدداً مليونياً في بعثاتها لأبنائها على طوال عقودها الماضية.

هذا وغيره يعيدنا إلى عنوان هذه المقالة: الوطن يثقف الجميع.

وعليه يتوجب النظر بعين الرضا، وعظيم الامتنان لقيادة حكيمة ترى أنّ الثقافة وعي مجتمعي وحق للمجتمع على الدولة، وقد قدمته، وها هي اليوم تقطف ثماره عبر رؤية 2030 التي أرساها سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والتي وجدت في أبناء هذا الوطن ثروتها التي استثمرته فيها، وقوّتها التي تحقق بها المعجزات، ومواردها البشرية التي تحمل همّة طويق، وشغف القيادة، وأمنية المستقبل الزاخر بالثقافة والنمو.