اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لابنه الشاب محمد بن سلمان ليكون وليًّا للعهد، ثم رئيساً لمجلس الوزراء، لم يأتِ من فراغ، فقد تربى سموه تربية سلمانية، وتعلم منه منذ صغره أساليب القيادة، والجدية في العمل، واستوعب منه مهام مسؤوليات الدولة، ووجد فيه النجابة، والكفاءة، والمقدرة، وتحمل المسؤولية، ما جعله يختاره لأكبر المهام، ويمنحه ثقته، ويوكل إليه من المسؤوليات ما جعل عضده وسنده، يبحر في تقديم سلسلة طويلة ومهمة من الإنجازات.

وكما قلت عن محمد بن سلمان بأنه قائد التغيير، واخترت هذا الوصف ليكون عنوان كتابي الذي صدر عن سموه، ها أنا ذا أقول: إن انفتاح المملكة على العالم كان بقيادته، وتوجيهات الملك سلمان، والانفتاح الذي أعنيه هذا التغيير الذي مسّ حياة الناس في البلاد، وجعل من المملكة دولةً حضارية جاذبة لا طاردة لكل من يريد أن يتعرف على حجم التغيير الذي يقوده ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان، في مجالات عدة، أبرزها ما يتعلق بالمرأة، مروراً بالسياحة والثقافة والرياضة، ضمن مجموعة من الإنجازات في تطوير مدن المملكة، وأنظمتها وقوانينها.

إن صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بأن يكون محمد بن سلمان رئيساً لمجلس الوزراء، ينطلق من قناعة الملك بكفاءته وقدرته، كونه صاحب مبادرات خلاقة، وأفكار متطورة تناسب المرحلة، فقد أثبت بالسنوات القليلة الماضية بأعماله أنه يترجم تطلعات الملك والمواطنين، وفق ما نراه اليوم ماثلاً أمام أعيننا في العلا، ونيوم، وذا لاين، وجزر البحر الأحمر، وبوابة الدرعية، وجدة التاريخية، وحديقة الملك سلمان، والقدية، وغيرها كثير.

لقد كانت هدية كبيرة وعظيمة من الملك إلى الوطن والمواطنين باختيار الأمير محمد بن سلمان في عدة مناصب ومواقع مهمة، انتهت باختياره ولياً للعهد، ثم رئيساً لمجلس الوزراء، ما يفسر حنكة الملك سلمان، وبُعد نظره، وقراءته للتاريخ، وفراسته في معرفة ما يتوافر في هذا الشاب من مواصفات وطموحات ومتطلبات، تحتاج إليها دولة كبيرة مؤثرة كالمملكة العربية السعودية.

ولأن الأمر الملكي بإعادة تشكيل مجلس الوزراء بقيادة محمد بن سلمان، يضيف إلى سموه مزيداً من المسؤوليات، وكثيراً من الثقة، فإن الأمير وكما أثبت من قبل بأنه موضع الثقة، ومؤهل لقيادة مصالح الشعب، فإن الثقة الإضافية الجديدة سوف تمنحه وتعطيه المزيد من الحركة والمرونة بتوجيه من الملك في نقل المملكة إلى آفاق أخرى متطورة، تضاف إلى المنجزات التي تحققت في السنوات القليلة الماضية.

تحية للملك سلمان، صاحب القرار الصائب باختياره الأمير المناسب في الموقع المناسب، وتهنئة لمحمد بن سلمان بثقة ولي الأمر، وبعدها بثقة وآمال الشعب، فقد ترجمت أعمال سموه عن علاقة وطيدة، ومحبة خالصة بين المواطن وأميره، كما هي من قبل بين المواطن وملكه، في رحلة تعاضد فيها الملك وولي العهد من أجل خدمة المواطن وإسعاده، وجعله في الموقع الذي يستحقه.