لاشك أن الهدنة في اليمن التي استمرت أكثر من 6 أشهر ساهمت في بيئة مواتية للشروع في مناقشات حول وقف دائم لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، والاستعداد لاستئناف عملية سياسية يقودها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة، وإن توقفت بسبب رفض الحوثي التمديد إلا أنه من الممكن تكريسها ميدانياً وسياسياً بتخفيف كل الشروط ما عدا شَرطَي الحفاظ على الجمهورية وإنهاء الانقلاب، فالوقت قد حان للجنوح نحو السلام، فطريق السلام أفضل من الحرب وقد جرب الكل الهدنة التي صمدت إلى درجة كبيرة من الناحية العسكرية، فلم تحدث أي عمليات عسكرية على الجبهات.

وغني عن القول إنّ الإخفاق في الوصول إلى اتفاق على تمديد الهدنة سيؤدي إلى تجدّد دوامة التصعيد والعنف وما يترتب عليه من تبعات لا يحمد عقباها، فلا يمكن استعادة الأمن والسلم في اليمن إلا بالحوار الجاد والمشاورات الكثيفة وليس بالتهديد والوعيد، فالحلول الجزئية إن لم ترتبط وتؤسس لحلول دائمة وشاملة وعادلة للأزمة فلن يكتب لها النجاح، فمن الصعب العودة إلى نقطة البداية مع كل مرحلة من مراحل التفاوض، وقد مل اليمنيون الحرب، فالبلاد بحاجة إلى مسار سياسي ناجح يحقق لليمنيين سلاماً مستداماً، ما يتطلب التضحية وروحًا وطنية ملتزمة للمصالح العليا للشعب اليمني، وقبولًا بالآخر ينتج عنه تصالح، بما يسهم في الوصول إلى نقطة الالتقاء لا يكون فيها غالب ولا مغلوب.

حققت الهدنة التي بدأت مند أبريل الماضي العديد من المنافع لقطاع واسع من الشعب اليمني نتيجة للتنازلات المقدمة من الشرعية والحوثي، لذلك من الضروري بناء الثقة اللازمة لتجنب العودة إلى الحرب والبدء في بناء سلام دائم.