يعتبر البعض أن من يوصف بـ»رئيس تحدٍّ» يخرب البلد. والسؤال الموجه لهؤلاء كيف يصفون الرئيس العماد ميشال عون؟ ولماذا تم تعطيل الاستحقاق الرئاسي سنتين ونصف السنة أليس لفرض الرئيس عون كرئيس تحدٍّ؟

قد يكون الكلام الذي يطلقه هؤلاء عن تداعيات الرئيس التحدي هو من خلال العبر والتي استخلصوها من وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة منذ ست سنوات، وقد يكون هذا دليلا على أنهم أخطأوا في التقدير ولذلك يطلقون اليوم هذا التحذير ويصح فيهم القول «الرجوع عن الخطأ فضيلة». ولكن الخشية أن يكون كلام هؤلاء عن تداعيات «رئيس تحدٍّ» هو في اتجاه واحد أي أن لا يكون «رئيس تحدٍّ» تجاههم، ولكن أن يأتوا هم بـ»رئيس تحدٍّ» تجاه الآخرين في الوطن فلا بأس في ذلك، ومن هذا المنطلق ربما يتمسك هؤلاء بترشيح شخصية ممانعة لرئاسة الجمهورية فتكون تحدياً للبنانيين المعارضين لمحور الممانعة وللدول الداعمة للبنان والمعارضة لمحور الممانعة، فتستمر بوضع لبنان على خريطة جهنم والانهيار، والسؤال المطروح هنا إذا كان ممثلو الممانعة في لبنان لا يريدون «رئيس تحدٍّ» تجاههم او «رئيس تحدٍّ» من قبلهم فأي رئيس يريدون؟ ربما لا يريد هؤلاء رئيساً بالمطلق لا رئيس تحدٍّ ولا توافقياً، يريدون للرئاسة أن تبقى شاغرة او رئيساً يكون الشغور أفضل منه، هم في كل الحالات يريدون رئيساً يفرضون سيطرتهم عليه ولا يخرج عن طاعتهم ولا يحاول ابداً إعادة لبنان إلى المجتمعين العربي والدولي، يريدونه معزولاً متقوقعاً في محور لن تقوم له قائمة اقتصادية واستقرار وازدهار ويغطون كل ذلك بإثارة غبار من الوعود عن أن الفرج قادم من خلال عائدات النفط والغاز فهل يضمنون عدم نهب هذه العائدات إن تم تحصيلها؟

كل هذا الكلام يدور في إطار عملية تضليل الرأي العام من أجل استمرار مصادرة قراره وإلهائه عن مشاكله الحقيقة بأحلام وردية وانتصارات وهمية لم يدركها جزء كبير من اللبنانيين بعد ولكن من المؤكد أن ذلك لن يطول وأن هؤلاء سيصلون في النهاية إلى إدراك الحقيقة الكاملة وقد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى.