توقفت عند معلومة قرأتها، جاء فيها أن الدراسات والأبحاث، تثبت أن المراهقين الذين يحصلون على عدد أقل من «الإجابات» على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام، سناب شات، وغيرها، قد تؤدي بهم للقلق. وفي عام 2016 «أعلن عن دراسة شملت أكثر من 1700 من فئة الشباب، يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل مفرط تتجاوز 7 مواقع، مثلا: فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام، سناب شات، ونحوها.

وقد خلصت نتائج الدراسة، إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بالاكتئاب والقلق عند استخدام هذه المواقع. المشرف الرئيسي على هذه الدراسة د.براين بريماك، وهو مدير مركز جامعة بيتسبرغ للصحة السلوكية، قال:«استخدام وسائل التواصل، أصبح جزءاً لا يتجزأ، من حياة هذا العصر، لكن لا بد من أن تظل، مكملا للعلاقات الحقيقية، وليس بديلا عنها». وهناك دراسات تحدثت عن أثر هذه المواقع على الناس، بصفة عامة وبصفة شخصية، على مستوى الفردي، تمثلت في طريقة التفكير، واتخاذ القرارات، وفي وضع الأهداف الحياتية، وغيرها، أما على المستوى العام، فتمثلت في التماسك المجتمعي والتكاتف الأسري، وقد ساهمت هذه المواقع في العزلة الذاتية وتنامي مشاعر الوحدة والانفراد، كما أنها تسببت في بعض الأحيان في وهن العلاقات الاجتماعية، ونتج عن مثل هذه الحالات الكثير من الكآبة والتصدع في العلاقات وانهيارها.

لكن هذه المواقع، ومع جميع تلك البحوث والدراسات، المنبهة والمحذرة والتي تخرج بنتائج تتقاطع وتتشابه، لا تنفي أن جميع مواقع التواصل الاجتماعي، باتت واقعاً حتمياً لا يمكن تجاوزه، وهو ما يتطلب وعياً بالطرق المثلى في استخدامها وطريقة التعامل معها. وأعود لليافعين والمراهقين، من أبنائنا في مقتبل العمر، حيث يفتحون أعينهم، ومثل هذه التطبيقات، واقعاً ماثلاً في حياتهم، وهم يحتاجون لزيادة المعرفة والوعي بالطرق المثلى في التعامل والتعاطي معها، ولا أجد إلا مؤسسة التعليم والأسرة، خير من تقوم بهذه المهمة، التوعوية المعرفية، من خلال الأنشطة الطلابية، في المدارس، ومن خلال الجلسات العائلية.

لا نريد منعهم، بل توعيتهم، ليكونوا صناع محتوى وليسوا مستهلكين، نريدهم أن يكونوا على وعي بالتنمر الإلكتروني، وأن يفهموا معنى الإعجاب والتعليقات، وأنها لا تعكس قيمتك ولا تنم عن مستوى تفكيرك ونجاحك أو فشلك، ولا تنم عن تميز أو تدن، نريد أن يكونوا على وعي بحيث يستخدمون هذه المواقع لخدمتهم.