مؤشر السعادة العالمي Happy Planet Index HPI يقيس مدى السعادة في الدول والمجتمعات استناداً إلى دراسات وإحصائيات متعددة، ويمكن قياس السعادة - ومن ثَمّ مؤشر السعادة - بعدة أمور منها، مدى شعور الأفراد بالسعادة والرضا في حياتهم، والدول الأكثر سعادة غالباً ما تكون الدول الأكثر ثراء إلى مدى معين إضافة إلى عوامل أخرى مساعدة مثل الدخل الإضافي والدعم الاجتماعي، وغياب الفساد ومستوى الحرية التي يتمتع بها الأفراد.

في مؤشر السعادة للعام 2022م واصلت السعودية تقدمها على مستوى العالم، وذلك وفقًا للتقرير الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة الذي يقيس سنويًا مؤشرات السعادة لنحو 156 دولة حول العالم، معززة مكانتها على مستوى العالم، إذ حققت المرتبة 25 وكانت المملكة حققت المرتبة 26 عالمياً في تقرير 2021م، وأظهرت مؤشرات قياس التقرير التقدم المطرد للمملكة في سلم ترتيب الشعوب الأكثر سعادةً منذ العام 2017م في ظل التقدم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وقدراتها المرنة على التكييف مع متطلبات تطور جودة الحياة في قطاعاتها المختلفة، وهو ما يؤكد ما للرؤية من دور بعد إطلاقها فيما حققته المملكة من قفزات، حيث قفزت المملكة 16 مركزًا في آخر خمس سنوات.

منذ الإعلان عن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في أبريل 2016 ظهر جليًا مدى اهتمام واضعي الرؤية بالمواطن وحياته؛ ففي تقديمه لبرامج الرؤية أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على أن (طموحنا أن نبنيَ وطنًا أكثر ازدهارًا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معًا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحيّة، والسكن والترفيه وغيره)، وعمليًا كان برنامج (جودة الحياة) هو أحد البرامج الاثني عشر التي بنيت عليها الرؤية، والذي بدوره كان أحد المحاور المبني عليها، وأحد المؤشرات التي حددها لقياس مدى التقدم في جودة حياة المواطن (مؤشر السعادة العالمي) بجانب خمسة مؤشرات أخرى، كلها تشير إلى أن هناك مفهومين مرتبطين بجودة الحياة بشكل مباشر، وهما: قابلية العيش، وذلك عن طريق تهيئة ظروف العيش من أجل حياة مُرْضِية، ونمو الحياة؛ وذلك بتوفير خيارات للناس لتكون لديهم حياة ممتعة ورغيدة.

لم تكن القفزة المحققة على مؤشر السعادة مقدمة، ولكنها كانت نتيجة، فهي لم تكن الأولى، ولكنها من المؤكد أنها جاءت بعد قفزات أخرى حققتها المملكة، وكل ما حققته المملكة من تقدم في العديد من المجالات له طعم خاص، ولا بد من النظر إليه بشكل مختلف، خاصة أن ما تم إحرازه جاء خلال جائحة دفعت بالعديد من دول العالم إلى مراكز متدنية، وأجبرتها للتراجع إلى الوراء لسنوات، بينما أظهرت قوة السعودية، ومتانة الأسس المبني عليها اقتصادها، لدرجة أنها لم تحافظ فقط على مكانتها؛ بل أظهرت تقدمًا، وأحرزت العديد من النجاحات.. وبلوغ السعادة هو غاية الجهد الذي يبذله البشر في جميع بقاع العالم في سعيهم إلى العيش في جو يمنحهم الشعور بالسعادة، ويتيح لهم تحقيق مطامحهم وآمالهم بعيداً عن الخوف والقلق.