مشاركة منتخبنا في كأس العالم كانت فرصة سانحة لتعريف العالم من خلال هذه الفعالية العالمية بالمنتخب السعودي وأدائه اللافت، والتعريف بشعب المملكة من خلال جمهوره المميز الممتلئ بالنشاط والحماس الذي كان أحد أبرز المشاهد التي تناولتها وسائل الإعلام الدولية بإسهاب. الحقيقة أن هذا الأمر هو جزء من الحضور السعودي اللافت في المشهد العالمي عموما.

نظرة عابرة على تقارير الاقتصاد العالمي والتضخم الذي يعانيه مختلف دول العالم تجعل المرء يستشعر الطاقات الإبداعية التي أشاعتها رؤية السعودية 2030 على الواقع المحلي الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.

محصلة ذلك يمكن رصدها من خلال الأرقام التي تخص معدلات النمو وبقية المؤشرات التي تأخذ منحى إيجابيا رغم الظروف الدولية المحيطة.
ما سبق لا يعني أننا في منأى عن التأثر والتأثير. لكننا في المملكة كنا وما زلنا شركاء فاعلين في المساهمة بإنعاش الاقتصاد العالمي والحفاظ على إمدادات الطاقة وتقديم حلول جادة لقضايا البيئة والمبادرة.

ويأتي في المسار نفسه قيادة قطاع السياحة العالمية وتقديم المبادرات والأفكار الإبداعية في مجالات السياحة. وهنا لا بد من التذكير أن قطاع السياحة يولد وظيفة واحدة من بين كل عشر وظائف في العالم، كما أن هناك دولارا واحد من كل عشرة دولارات يأتي عبر مداخيل الأنشطة السياحية.
ومن هنا فقد قادت المملكة مبادرات رائدة كانت حجر الأساس في بناء رؤية عالمية لاستعادة الوظائف التي فقدها القطاع السياحي بسبب جائحة كورونا.

وكان للمملكة دور رئيس خلال معرض السفر العالمي في لندن الشهر الماضي من خلال رعاية هذا الفعالية الدولية وأيضا تبني حوارات ونقاشات بناءة تخص هذا القطاع الاقتصادي المهم.
ومنذ بضعة أيام فازت المملكة برئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية. كما تشهد الرياض هذا الأسبوع أحد أكبر اللقاءات العالمية ممثلة في القمة العالمية للمجلس العالمي للسفر والسياحة الذي يجمع المسؤولين عن قطاعات السفر والسياحة في العالم.

في 2019 انطلقت مسيرة تطوير قطاع السياحة عبر استراتيجية وطنية جادة. اليوم العالم أجمع يشيد بما حققته المملكة من نمو في هذا المجال خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة. المسار يستهدف توفير 100 ألف وظيفة سنويا حتى 2030 وصولا إلى استقطاب 100 مليون سائح سنويا مع نهاية هذا العقد. هذا نتاج جهود القيادة الرشيدة وتفاعل ومشاركة أبناء وبنات المملكة في هذا الحراك الوطني الإيجابي.