تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة في كل محفل إقليمي أو دولي أنها نموذج للممارسة السياسية الواقعية، والقائمة على مبدأي الرشادة والتوازن في التوجه، والانفتاح على دوائر متعددة في محيطها الإقليمي والدولي. ومع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قيادة الدولة، اتضح جلياً في جولاته الخارجية سواء إلى فرنسا وروسيا، وغيرها من الدول. تتحرك القيادة الإماراتية وفق أسس وركائز سياسية واستراتيجية متعددة، اعتمدت على مبادئ التوازن والاعتدال في الطرح والمقاربة مع وضع أولويات للعمل والإنجاز عبر مخطط مستمر.
إنجازات متعددة لدولة الإمارات في مجلس الأمن خلال الفترة الراهنة، وحضور دولي كبير في المنظومة الدولية، ما يؤكد إمكانية أن تحقق دولة الإمارات وجوداً في مناطق متعددة. وفي التوقيت نفسه، وعبر استراتيجية متعددة الأطراف، ومن خلال مداخل متعددة قائمة على تنوع الأهداف، وتعدد المسارات مع وجود اتجاه مرن في العمل وطرح السياسات، ومن خلال استراتيجية الندية، وعدم الانحياز لطرف على حساب طرف آخر. ولعل التحرك الإماراتي في لعب دور تفاعلي في الأزمة الروسية الأوكرانية يشير إلى ذلك، ويؤكد عقلانية السياسة الإماراتية، وتعدد مجالات تحركاتها واعتمادها على محاور عدة.
سياسة الإمارات الخارجية ذهبت إلى مناطق متعددة في الجنوب، وفي منطقة آسيا، وإلى جمهوريات الكومنولث، وإلى غرب أفريقيا وشرقها من خلال المساندة الإماراتية وذراعها الدبلوماسية والاقتصادية وعبر مداخل إنسانية وتطوعية ودعم فكرتي التسامح والإخاء.
لم تتأخر دولة الإمارات عن دعم أحد، حيث انطلقت لتحقق مبادئ الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خالد الذكر.
ومن خلال نظرة ثاقبة انتهج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد سياسات رصينة تعتمد على حسابات القوة الشاملة التي تمتلكها دولة الإمارات في نطاقها الإقليمي والدول، في إطار مقاربات مهمة، منها مواجهة الإرهاب الدولي والتطرف، ومواجهة الأفكار المغلوطة، حيث بذلت دولة الإمارات العربية مجهودات عظيمة لإقرار الاستقرار في الإقليم، كما عملت على طرح مقاربات الإخاء الإنساني والأخلاقي من خلال تحركات داخلية وخارجية، حسابات القوة الذكية التي عبرت عنها دبلوماسية دولة الإمارات خير تعبير، وهو ما يمكن اعتباره مدخلاً لفهم منظومة العمل الوطني لدولة الإمارات العربية، والتي حققت الكثير من النتائج الباهرة.
تبوأت دولة الإمارات موقعاً متقدماً في الاهتمام بالمؤسسات العلمية سواء في مراحل التعليم الإلزامي والجامعي، واستقطبت الدولة الرائدة العديد من الروافد العلمية الكبرى، وباتت وجهة للعلماء وأساتذة الفكر في مجالات العلوم الاجتماعية والتقنيات الحديثة والتخطيط لعلوم الفضاء، وقد تم ذلك من خلال اتباع استراتيجيات طويلة الأجل في مجالات العلوم والتعليم والتنشئة، وتنمية قدرات المجتمع الداخلي، وهذا الأمر تم بمراجعات دورية ورؤية شاملة لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وبفضل توجيهاته الرائدة بتقديم كل التسهيلات المطلوبة للإنجاز والعمل.
ومن الطبيعي أن تكون كل المقاربات الراهنة تعتمد على نهج واقعي، ومتزن من الحسابات السياسية والاستراتيجية، والتي جعلت الإمارات في مصاف الدول التي تملك مقاربات استشرافية حقيقية عبر مخطط مدروس ومن خلال استراتيجية تكاملية تعمل عليها كل دوائر الدولة سواء في الداخل أو الخارج، وهو ما حجز دوراً ريادياً للإمارات في حل وتحليل الصراعات والنزاعات في العالم بل، ومن خلال طرح يستند على أهمية العمل مع كل الأطراف، وعدم التحرك في دائرة واحدة، بل في دوائر عدة، ومن خلال مناحٍ مختلفة، وهو ما يعرف باسم الشراكات التفاعلية الحقيقية والبناءات الوطنية والدولية البارزة، وأكد أن الإمارات ماضية في المسار الصحيح لتتبوأ موقعها ضمن دول العالم التي تتبني استراتيجيات حقيقية وعلى أسس واقعية ممكنة وممنهجة.