مخيف جداً ما يحدث في العالم خلال هذه الفترة عندما تتبنى بعض الدول والمنظمات، وتسعى بإصرار لفرض أجندات وسن قوانين من شأنها تقويض الأمن الاجتماعي ودمار الأخلاق وهدم الفطرة الإنسانية السوية التي خلق الله البشر عليها والتزموا بها منذ بدء الخليقة، نعلم أن الشذوذ عن القاعدة موجود في كل الأزمان وكل المجتمعات، لكنه يظل شذوذاً فردياً مرفوضاً بغض النظر عن دين وثقافة وموروث وعادات وتقاليد أي مجتمع.

مرعب جداً هذا السعي لتسويغ وتقنين سلوكيات وممارسات تعافها حتى البهائم وفي هذا الزمن الذي وصلت فيه البشرية درجات متقدمة من التطور العلمي والتقني واختراع الوسائل والأدوات التي تسهّل الحياة وتعالج الأمراض الجسدية وتكافح الأوبئة. مفارقة كبيرة جداً أن تثابر معاقل العلم لإيجاد تلك الوسائل بينما في الطرف الآخر نجد من يصر على انتشار أوبئة أخلاقية مدمرة.


تحول الشذوذ والمثلية من ممارسات فردية قبيحة إلى مشروع تحاول قوانين بعض الدول عولمته وفرضه بعد أن فرضته على بلدانها، بل تمادت إلى تكريسه عبر منصات الإعلام ووسائل الميديا بشكل قسري متعمد. أصبحت هذه الوسائل التي يشاهدها مليارات البشر مصدر خطر حقيقي على الصغار والناشئة، شيء يصل بالإنسان لأشد درجات التقزز، ويسبب الرعب في داخله على أسرته وخصوصاً أطفاله، مهما حاول الحذر والحظر.

كيف نستطيع مواجهة هذا الانهيار الأخلاقي، كيف يمكن لنا صدّ هذا الطوفان القذر. هذا هو السؤال الذي تحتاج المجتمعات إلى التفكير فيه بجدية قبل الوصول إلى حال لا يمكنها فيه العيش كبشر أسوياء.