ونحن نحتفل بالذكرى ال51 لتأسيس الإمارات، تعود بنا الذاكرة نحو تلك البدايات، والبدايات تكون قاسية وصعبة، خاصة عندما يكون المشروع عظيماً ومتميزاً، لا مثيل له، كالنهوض وتأسيس دولة الاتحاد الإماراتي، هذا الاتحاد، لبناته التلاحم والتفاهم والحوار والتسامح والمحبة، كيان نهض بقوة القيم العظيمة، ومن هنا تأسست الدبلوماسية الإماراتية الناجحة، ولعل خير مثال على هذا النجاح، مبادرة دول العالم المختلفة على فتح مطاراتها ومنافذها الحدودية أمام المواطن الإماراتي، ليكون جواز السفر الإماراتي، واحداً من أقوى جوازات السفر على مستوى العالم. إنها قوة الحوار، والتسامح، والقيم العظيمة.

وبنفس الوتيرة نلاحظ هذه القوة العظيمة، القوة الناعمة، التي تسند عليها الإمارات، في مجالات مثل التجارة والاستثمار والبناء والعقار، والنقل، والفضاء، والعلوم. وكما هو معروف فالإمارات، تعد واحدة من أهم الدول في العالم، تستقطب الاستثمارات والمشاريع الناجحة، كما أنها أيضاً واحدة من أكبر وأهم دول العالم استثماراً في مختلف المشاريع التنموية في أرجاء الكرة الأرضية، وهكذا يبرهن الإنسان الإماراتي على خصلة فريدة، تتعلق بالإرث الذي يستمده من الآباء والأجداد، الذين جابوا الأرض بسفنهم الخشبية وأشرعتها البيضاء، في سعي نحو عقد صفقات تجارية.

هذه الطبيعة النازعة نحو لقاء الآخر، والتفاهم معه، وتبادل المصالح وعقد الصفقات، هي التي أسست لهذه المنظومة الاستثمارية القوية، التي تعد قوة ناعمة في مسيرة الإمارات الحضارية، وهي استثمارات نشاهدها في مختلف أرجاء العالم، لشركات إماراتية ناجحة في مجالات الطاقة، والطاقة النظيفة، والعقار، والطيران، والموانئ، ومختلف الصناعات الحديثة.

وأتوقف عند جانبين، يعدان من أوضح النجاحات الإماراتية، على مستوى العالم، وهما: طيران الإمارات، وموانئ دبي؛ أولاً طيران الإمارات، نحن ندرك تماماً حجم أسطولها الحديث، وما تتمتع به من قوة حضور في مجال تجارة الطيران والنقل الجوي، على مستوى العالم، ونعرف الأرقام والجوائز العالمية التي حصلت عليها، وفي اللحظة نفسها ندرك قوتها التنافسية.
وثانياً موانئ دبي، فيكفي أنها نقلت تقنيات إدارة الموانئ وطورتها، وأدخلت فيها تحديثات غير مسبوقة.
الإمارات قوية، وتملك أسلحتها الفريدة، ومنها قوتها الناعمة، عززها إرث الآباء والأجداد، ونمت بالاهتداء بآثارهم الجميلة الخالدة.