ما الذي يبتغيه من الدنيا ابناء دولة مرفهة مثل الإمارات العربية عندما يتوغلون في مجاهل وتضاريس بلد مسلم عرف بعدم استقراره ومعاناته المزمنة مثل افغانستان سوى رضا الله ومرضاة الضمير والقيام بواجب شرعي واخلاقي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف وجميع رسالات السماء .

رجال من الإمارات العربية نذروا انفسهم بل ارواحهم فداء لمهمتهم النبيلة في جبر خاطر المكسور وتلبية احتياجات المعوزين وتضميد جراح المفجوعين بآثار الحروب والنزاعات ورعاية الأيتام الذين اوصى بهم نبينا الكريم محمد (ص) يحملون بيدهم الخير ويبثون الأمل في مجتمعات انهكت ابناءها ماكنة الحرب والدمار .

يا لها من غايات سامية بحجم الأيمان والقدرة على العطاء الذي لا ينضب عند اهل الإمارات الطيبين ، ثلة من رجال ارتقوا الى مراتب الشهداء والصديقين نهلوا من منهل الراحل الكبير والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان " طيب الله ثراه " في مد يد العون لكل محتاج واغاثة كل ملهوف وسار على هذه المبادئ قادة ورجال الدولة من ابناءه البررة .. الدول العظيمة في التاريخ ليست من حاربت او انتصرت في الحروب انما هي تلك التي حملت رسالات الخير والعطاء لبني البشر دونما تمييز بسبب العرق واللون والجنس وهذا هو ديدن الإمارات تجدها في كل ساحة تلبي النداء وتمنح العطاء من دون منة او انتظار كلمة شكر حتى لينطبق عليهم قول الشاعر العربي يعطيك ويعتذر ..

شهداء الإمارات في قندهار مشاعل للرحمة والنور والأمل سيخلدهم التاريخ الإنساني ويضعهم في علياء لانهم لم يذهبو محاربين او طامعين انما ذهبو الى هناك ويعلمون حجم المخاطر اوستندوا الى قيم وسياسة الدولة الخارجية الراسخة في تقديم كل اشكال العون والمساعدات للتنمية والبناء والتكافل..

دولة سيذكرها البعيد والقريب عندما يسجل مرصد الخير والعطاء اسماء من تمتليء المعمورة بعطاءاتهم وكرمهم وحسن خلقهم .. دولة هي الأعلى بحسب بيانات الامم المتحدة في البذل والمنح والعطايا والمساعدات وفي قندهار الأفغانية كتبت لهم صفحة اخرى ناصعة البياض خضبت بدماء الشهداء الابرار لتقول للعالم نحن لسنا من يضحي بالمال فقط انما بالنفس والأخيرة كما وصفها الشاعر اسمى غاية الجود ..

رحم الله شهداء الخير والإنسانية من فرسان العطاء ابناء الإمارات الغالية والعزيزة على قلب كل عربي ومسلم بل وعلى قلب كل إنسان يحيا على كوكبنا .. فلله درك يا امارات الخير والبركة وليحفظك الله من كل شر .