السؤال الذي ضمنته عنوان المقال يعتبر اهم و ابرز سؤال يتداول بين افراد الشعب الكردي في العراق و السبب صمت مسعود بارزاني و عدم ظهوره بهذه الاوقات العصيبة المتسارعة التي تحتاج وجوده وعدم حديثه لاي قناة فضائية داخلية كانت ام خارجية، بإستثناء بيانين صحفيين موجزين، احدهما حول احداث كركوك اتهم فيه الاتحاد الوطني الكردستاني بالخيانة الوطنية الى جانب عدم نية حزبه الانجرار لاي حرب داخلية مع الاطراف السياسية المعارضة له في كردستان، بيانه الثاني كان دفاعا عن نائبه كوسرت رسول علي بعد اصدار قرار باعتقاله من قبل المحكمة الرصافة العراقية، و اذا ما قارنا بين هذين البيانين مع بيانات مسعود بارزاني السابقة يتضح عدم وجود ملمس شخصية و روح مسعود بارزاني فيهما سوى ان امضاء اسمه موجود في ذيلهما.

من ابرز الاحاديث المتداولة ايضا في الشارع الكردي اصابة مسعود بارزاني بصدمة صحية افقدته النطق مؤقتا يتم علاجه على اثرها، و الذي زاد اعتقاد الناس بهكذا قول عدم لقاء البارزاني باي وفد خارجي يسعى الى تهدئة الاوضاع بين كردستان و الحكومة الاتحادية، لا بل انه لا يرد على اي اتصال هاتفي، و تم توكيل المكتب السياسي لحزبه لادارة اي تفاوض بين كردستان و بغداد، جدير بالذكر المعروف عن بارزاني مسعود انه يتولى اداراة المفاوضات شخصيا و يلتقي بالوفود و البعثات الخارجية بنفسه.

و من الاحاديث المتداولة ايضاً، عوداً لعنوان المقالة، حدوث انقلاب ابيض من قبل رئيس حكومة اقليم كردستان (نيتشروان بارزاني) و هو صهر مسعود بارزاني و ابن اخيه ايضا، و الذي زاد من انتشار هكذا خبر تولي الاعضاء المقربين من نيتشروان بالظهور في وسائل الاعلام و حديثهم عن ان كردستان كانت و ستظل جزء من العراق و ان الشعب الكردي جزء لا يتجزأ من العراق، اخرهم كان تصريح فاضل ميراني رئيس المكتب السياسي لحزب مسعود بارزاني لخدمة (الحدث الاخبارية) التابعة لقناة العربية السعودية قبل ايام، من انه عراقي و يفتخر بعراقيته و ان اربيل عراقية مثل السماوة و العمارة، و ميراني هذا يحسب على ذراع نيتشروان داخل حزب مسعود بارزاني، و طرح عراقية اربيل مخالف لرؤية مسعود بارزاني المنادية بعدم عراقية اي مدينة في كردستان، و لا يخف على المتابع للشأن الكردي وجود خلافات سابقة مبطنه كانت تطل براسها بين الفينة و الاخرى طرفاها مسرور بارزاني نجل مسعود و نيتشروان ابن اخيه، يقف فيها مسعود مع ابنه مسرور بغية توريثه الحكم من بعده، ناهيك عن ان قوات البيشمركة التي كانت تدار من قبل مسرور نجل مسعود تدار الان من قبل قيادات عسكرية تابعة لنيتشروان.

ايا كان الحدث، انقلاب ابيض ام مسلح ام مرض الم بالبارزاني فان حياته السياسية تعتبر منتهية في كردستان لان التأييد الدولي الذي كان يتمتع به ولى بدون رجعة، و رصيد شعبيته في كردستان اصبح مقارب للصفر بدليل تخلي الاحزاب السياسية التي كانت تواليه و انتفاض الجماهير من حوله في مدن اربيل و السليمانية و كركوك و جزء لا باس به من معقله الرئيسي مدينة دهوك.

ما ذكرناه اسئلة و قناعات منتشرة و متداولة بقوة في الشارع الكردي، عدم نفيها من قبل وسائل الاعلام التابعة لحزب مسعود بارزاني يغذيها و يقويها، فضلا عن هذا كما اسلفت ان صمت البارزاني و عدم ظهوره في وسائل الاعلام المرئية و تولي ذراع ابن اخيه نيتشروان داخل الحزب الاشراف على المفاوضات مع حكومة بغداد و التوسطات الخارجية يزيد من قناعة الناس بان انقلاب ابيض حدث في الخفاء.

 الايام الاتية كفيلة باظهار الحقائق و الاجابة على الاسئلة و الاحاديث المتداولة.