الرياض 2 سببه جنيف1 . معادلة كانت واضحة. لكن في تلك الاثناء، كانت الثورة في القها. ربما هذا سبب من الاسباب التي جعلت الناس لا تسمع حينها. قبل الرياض2كان الجميع يعرف انه يعقد من اجل غايتين: 
ألأولى ضم منصة موسكو- إيران بزعامة قدري جميل إلى وفد المعارضة. 
الثانية تحييد من هم محسوبين على قطر من أي وفد معارض سوري!. بغض النظر إذا كانوا بالفعل كذلك ام لا. 
طبعا هذه غايات مباشرة. لكن الغاية غير المباشرة والاستراتيجية هي الاستمرار في النهج الاوبامي بالتعاطي مع الملف السوري. علما انه نفس الشخصيات لاتزال، وهي موجودة الان في التشكيلة الجديدة للرياض2 . انتهت اعمال المؤتمر، بمؤتمر صحفي للدكتور نصر الحريري ومعاونيه،ومنهم السيد علاء عرفات ممثل منصة موسكو- ايران. الذي تحفظ في هذا المؤتمر على ادانة التدخل الإيراني من جهة،ورفض بند الحديث عن الأسد من جهة أخرى. النشطاءوالمعارضون انشغلوا بمقارنة البيان الجديد مع البيان القديم في الرياض1 . علما ان القصة ليست هنا، ولم تكن القصة بيانات. أوباما نفسه شغل الناس عندما صرح عشرات المرات ان الأسد، فقد شرعيته، ولامكان له في سورية ومستقبلها. في المنظار النسبي للامور نحاول ان نجد بصيص امل في بعض شخصيات المؤتمر. هذا النسبي الذي يرى الأمور كحلقة في السلسلة الاوبامية، التي أحاط الثورة السورية بها. تناهش إقليمي مسيطر عليه أمريكيا. حلقة ثانية. الغاء بند العدالة الانتقالية من أي سياق نصي للمعارضة، حلقة أخرى. عدم فتح ملف حقوق الانسان في سورية من أي جهة جنيفية. بدأ التأسيس لها منذ جنيف الأول. سلسلة أحاط الثورة السورية بها وقذفها إلى جنيف ودهاليزه وترهاته. لان المعروف والمعمول به أمريكيا، ان القضية التي لا تريد حلها ارمها للأمم المتحدة. لو كان الامر يتعلق بتسجيل موقف، فإن كل الذين كانوا في جنيف الأول وحتى الرياض الثاني، منهم من استقال ومنهم من بقي ولايزال، هؤلاء تم اختيارهم كجزء من هذه السلسلة. لاكتمال المشهد الاوبامي. الذين استقالوا ماذا قدموا؟ وكيف اداروا الأمور عندما كانوا في صدارة المشهد؟ هذا لايعني بالمقابل أن الجو الدولي يسمح بانبثاق معارضة تتمتع بدرجة من الاستقلالية النسبية، والقرار الحر، وتتبنى مطالب الثورة برمتها. هذا امر كان واضحا، عندما وجدت إدارة أوباما من المعارضة، من هو ضد سقوط دمشق، تحت هذا العنوان شكل الائتلاف على حساب المجلس الوطني. لم تستطع الإدارة الامريكية القبض على قرار المجلس الوطني وحركيته. لاعتبارات تتعلق بطبيعة تشكيلة المجلس نفسه. اما من كانوا بواجهة المجلس فقد اخافهم تشكيل الائتلاف فالتحقوا به. هنا استكمالا لجنيف الأول. ثم في مسار فيينا حذرنا الشباب بعدم الموافقة عليه، لانه يحول السوريين سياسيا إلى واجهات تقنية. هذا ما حصل. لكن الفارق بين الاسديةكتقنية لا سيادة لها والمعارضة كتقنية لاسيادة لها، ان الأسد لديه ما يساوم عليه، لديه ما يبيعه، لديه دمشق. المعارضة الآن ما الذي لديها؟ ماذا تملك؟ الرياض2 لا يختلف عن جنيف1، لان القصة ليست نصوص، القصة إرادة سياسية أولا وميزان قوى ثانيا. لهذا لا منصة الرياض ولا منصة الدوحة ولا منصة انقرة ولا منصة موسكو ولا منصة القاهرة ولا منصة دمشق لهم أي سيادة. أما هذا التباكي على نص البيان فهو جزء من تكريس هذا التقنية الاوبامية. الأسد بلاسيادة والمعارضة بلاسيادة. الموقف الأخلاقي لاينفع مع حثالة كبوتين وخامنئي، ولا ينفع مع كلبية اللوبي الاوبامي الذي يحاول الرئيس الفرنسي تزعمه عالميا الان. الموقف الأخلاقي ينفع عندما تقول المعارضة كلمتها. اذهبوا انتم والأسد واهلوه كما شئتم لكننا لن نكون شهود زور في هذا الهولوكست الاممي. كان على نصر الحريري ان يترك المنصة لعلاء عرفات. هذا هو الموقف الأخلاقي المطلوب. اما سياسيا فانتم بلا أي نوع من أنواع السيادة السياسية. مع ذلك كي لايفهم اننا عدميين. لماذا لايرشح الروس قدري جميل بديلا للاسد؟ أو يرشح الإيرانيون احد معجبيهم من" المعارضة" ليكون بديلا لبشار الأسد؟ اذا كان أي معارض في الرياض2 ومنهم قدري جميل

 لا يرى نفسه بديلا عن بشار الأسد، فأي معارض هذا؟ هل سورية قدرها ان يبقى يحكمها مجرم؟
لا تدخلوا معهم في معركة الفارق بين البيانات. انها تحيلهم الى أصحاب سيادة لديهم وجهات نظر!! سورية فيها شعب وهو من سيقرر في النهاية، لان الحياة لاتموت.