الإبتعاث: فرصة نادرة وعظيمة لكل طالب علم يطمح أن يحقق مجدا لنفس تواقه لمعانقة النجاح والتفوق ومتعطشة للتزود بالعلوم والمعارف حتى تبلغ المعالي... لأن العلم مثلما يقول العرب: نور.. والجهل ظلام.. وكذلك قالوا: العلم يبني بيوتا لا أساس لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف

وها نحن نشاهد محطات الفضائيين تبنى معلقة في الفضاء بدون أعمدة... وعمادها العلوم المنبثقة من عقول تحلق في سماء التخيل وتعشق التفكر والتدبر وتتحدى الصعاب كي تعانق الحلم عندما يصبح حقيقة بفعل الإرادة المتوثبة دائما والتي لا تتثاءب.

والشكر كل الشكر لدولتنا التي تبعث آلاف الطلاب كي يتعلموا في جامعات عريقة.. في بلدان سبقت العالم في مجال العلوم والابحاث والاختراعات... واللوم كل اللوم لمن تتاح له الفرصة ويعود بقليل علم ومعرفة.

وطالب العلم الحقيقي: ليس من يأتي الى هنا في امريكا أو اي بلد اخر.. من أجل شهادة دراسية فقط. وانما من يأتي ليكسب اضافة للشهادة العلمية: المعارف... ويتعلم من ثقافات وخبرات الشعوب حين تتلاقح الافكار لتشكل في العقل المتفكر محطات للتساؤل والبحث والتأمل والتزود بكل وسائل التعليم النافع الذي يعين البشرية في كل مكان أن ترتقي بواقع الإنسان اينما كان نحو فضاآت الحب والسلام والامن والاستقرار والتعايش والابداع والحرية.

واتمنى ان لا تتوقف مسيرة الابتعاث فهي أعظم استثمار لمستقبل وطن ينشد الرقي والازدهار والتطور مهما كان الثمن المالي.

فالمال يذهب.. والعلم يبقى لكل الأجيال القادمة عبر تراكم الخبرات وتنوع الثقافات.. اطلبوا العلم ولو في الصين!

سأتحدث اليكم عن اربعة عناصر هامة من وجهة نظري كوسائل تعزز استفادة المبتعث من تواجده داخل بلد الابتعاث بالعلم والمعرفة وخبرة الحياة الناجحة.

وهي:

١- حب المعرفة

٢- التخلص من عقد الانتماات والعادات والتقاليد.

٣- الثقة في النفس والاعتزاز

٤- السلوك الايجابي

والان سأتحدث عن كل وسيلة بشكل اكثر تفصيلا.

١- حب المعرفة

عندما يتعود الانسان على تنويع مصادر معرفته من العلوم والاداب والافكار عبر قراءته المتنوعة لمختلف انواع الكتب والثقافات فانه سوف يرتقي بعقله وفكره ليجد انه قد اصبح منسجما مع نفسه أولا وصديقا لكل انسان يقابله ولن يجد صعوبة في التعايش مع الاخر ايا يكون جنس وفكر وهوية ذلك الاخر.

ويكون دافع حب المعرفة أحد أهم اسباب تفوق الانسان سواء كان فردا او جماعة او شعبا.

ومايميز هذه الشعوب التي لها باع طويل في التقدم الحضاري انهم يوفرون الوسائل المتعددة للمعرفة فنرى المكتبات في كل حي ناهيك عن ثورة التكنلوجيا وخاصة الانترنت التي وفرت لباحث وعاشق المعرفة ان يجد ما يبحث عنه في ثوان معدودة.

ويكون فكر الانسان في هذا العصر التكنلوجي: نتيجة ومرآة لما يقرأ ويبحث عنه.

وتفكيرك بل وحتى سلوكك: صورة معبرة عن ماتقرأ.

وسبحان من قال: إقرأ بإسم ربك الذي خلق... دون أن يحدد نوع القراءة. وهو عزوجل من يأمرنا.. بالتفكر والتدبر واستخدام العقل الذي منحه للانسان كأعظم هدية.. دون أن نخضعه لوصاية أو نتركه ضحية.