تناولنا في المقال السابق (أنماط القيادات السياسية) بعض القيادات ونكمل في هذا المقال البحث. من أمثلة الحكام الفرديين العرب فهناك حسني مبارك وبن علي، لم يكونا دكتاتوريين دمويين، بل كانت هناك حريات نسبية واقتصاد جيد ومحاربة للتطرف، ولكن كلا منهما كان بوجه عام حاكما فردياً، وحسني مبارك ، مثلاً كان مهووساً بتوريث الرئاسة لابنه.

وهنالك الملاحظات التالية:

1. ليست كل الانتخابات في بلداننا حرة ، فهناك هنا وهناك حرية انتخابية نسبية ، وهناك حريات لا تأتي إلا بما هو سلبي . فالانتخابات المصرية جاءت بالإخوان والانتخابات الإيرانية صورية لأنها مقيدة بمجلس خاص يشطب على مرشحين ويبقي البعض. والانتخابات العراقية جاءت بهيمنة الأحزاب الإسلامية.

2. ونأتي الى أمثلة الملكيات والمشيخات ، وكل من يختلف عن البقية من حيث مدى التسلط والهيمنة ومقدار الإصلاحات والانفتاح . فهناك ملكيات غير دستورية في الخليج ولكنها من جهة أخرى تقوم بإجراءات لصالح المواطن. وهناك ملكيات مقيدة لحد جيد بالدستور كالأردن والمغرب. وأجرؤ على القول بأن الملكية الدستورية هي الأنسب لمعظم دول العالم الثالث، وعامل استقرار وإصلاح. ولولا وجود قاسم على زعامة الثورة، لكانت الملكية انسب للعراق من المآسي الجمهورية المتلاحقة ولحد يومنا. فقد كان ممكنا ان تجري اصطلاحات وتحولات سلمية تدريجية، وكان هذا ما يجري لولا ممارسات نوري السعيد كلما جاء للسلطة، فقد كان صاحب مدرسة العنف في حكم العراق.

3. ان جميع الأيدلوجيات الشمولية المطلقة لا تبني الديمقراطية، ان كانت قومية او دينية او شيوعية. وأصحابها قد يظهرون في خارج العالم الثالث نفسه ، كأمثلة ستالين(اوربا) وكيم سنغ وكاسترو(عالم ثالث). وحين يتباهى الإسلاميون في الحكم بــ(ديمقراطيتهم) فيجب تذكيرهم على الدوام بذلك. فالحقيقة نسبية لا مطلقة شمولية تقصي الآخرين.

4. تحدثنا لحد الآن عن قيادات سياسية وصلت للرئاسة ولكن هناك قيادات سياسية أخرى في الدول تقود أحزابا وحركات لم تصل للسلطة. وهي قيادات نجد بينها تنويعات شتى ، تشبه ما مرّ ، وفي العراق الحديث نجد مثال القيادات المتسامحة الحريصة على الرفاق والتماسك الوطني والاجتماعي منها شخصيات مثل جعفر أبو التمن ورضا الشبيبي ومحمد الصدر وسعد صالح ويوسف سلمان يوسف وعبد الفتاح إبراهيم وكامل الجادرجي ومحمد حديد وحسين الرضي وآخرين.... والموضوع يتسع للمزيد 

هامش: عن الانتخابات في العديد من الدول العربية والإسلامية يمكن الاستشهاد بشعر زاهد محمد: 

(صّوت وانتخب وحدك بحرية ​ياهو اللي تريده من الحرامية)

والسلام