تركيا اسقطت طائرة حربية روسية في الاجواء السورية بتاريخ نوفمبر 2015 عن طريق الخطأ او ربما قصدا اراد منها اردوغان ان يجرب رد فعل الروس.

استغل الزعيم الروسي بوتين الحادثة واعلن حربا اقتصادية وسياسية على تركيا واغلقت كل المنافذ الحدودية السورية بوجه تركيا بحيث لم يستطع اي جندي تركي ان يمد رقبته الى الارض السورية.

روسيا منعت الطائرات التركية حينها حتى من القيام بدوريات المراقبة الاعتيادية لحدودها مع سوريا.

روسيا منعت مواطنيها من السياحة الى تركيا مما ادى الى تدهور القطاع السياحي التركي الذي كان يعتمد ب 70بالمئة على السواح الروس وقطعت كذلك كل معاملات الاستيراد و التصدير معها حيث دخلت تركيا في قلب العاصفة السيبيرية الروسية القاسية.

اضطر اردوغان الى الرضوخ والاستسلام لارادة بوتين وانتهت الازمة حسب الشروط الروسية.

بعد ذلك الدرس الروسي بدأ اردوغان يستدر عطف بوتين واصفا اياه بالحليف الاستراتيجي.

في ذلك الوقت انتشر المثل الروسي القديم والذي يقول بانك تستطيع دعوة الدب الى الرقص ولكن لست انت من يقرر متى تنتهي الرقصة.

وهذا ما حدث بالفعل مع اردوغان عندما دعى الدب الروسي الى الرقص.

ومنذ ان بدأت الرقصة في ذلك التاريخ و بوتين يراقص اردوغان و يلف به و يدور ويدور حتى فقد التوازن وانهكه التعب ليظهر ذلك جليا على تصرفاته و قراراته الهوجاء ومواقفه المتناقضة لاسيما التدخل السافر في سوريا واحتلال اراضيها وتحويل عفرين الى ولاية تسود فيها قوانين طالبان افغان تطبق بأيدي اخوانية حاقدة.

الرقصة مع الدب وصلت قبل ايام الى طهران وهناك فقد اردوغان الوعي تماما وذلك عندما طالب من حليفيه الاستراتيجيين بوتين وروحاني وقف اطلاق النار مع الارهابيين في ادلب!

الرقصة مع بوتين لن تنتهي واردوغان لن يفلت من قبضته الحديدية.

فقد اصدر بوتين الاوامر بالقيام بحملة عسكرية على ادلب واردوغان في الطائرة عائدا الى انقرة.

اردوغان قد يتمكن من تحقيق احد اهدافه في كل هذه المعمعة وهو تبديل ديموغرافية عفرين من خلال اسكان اهل ادلب الهاربين من جحيم الحرب مكان سكانها الكرد في عفرين.

هذه الفعلة من اردوغان هو عبارة عن زرع لغم سوف ينفجر ليشعل اقتتالا بين الكرد والعرب في المستقبل.

كل ما نتمناه ان لا تكون الخسائر في حرب ادلب كبيرة وخاصة بين المدنيين العزل والاطفال والنساء.

سوف يحتاج السوريون الى عشرين عاما على الاقل لاصلاح ما فعله اردوغان وزبانيته من الاخوان وتنظيماتهم الجهادية والتكفيرية في الوطن السوري.

كاتب كردي