تشهد عفرين تصاعدا في مقاومة الاحتلال التركي عبر عمليات شبه يومية لوحدات حماية الشعب العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية ما يمثل تطورا نوعيا وكميا مهما في التصدي للاحتلال ومرتزقته ممن ما فتئوا يوغلون في ارتكاب شتى صنوف الإبادة والقمع والتغيير الديمغرافي ومختلف أشكال الاضطهاد بحق عفرين بشرا وشجرا وحجرا .
لا شك أنه كان ثمة مقاومة خافتة طيلة الأشهر الماضية ربما بالدرجة الأولى بفعل اعتبارات عسكرية ترتبط بتعقيدات الوضع الميداني واشتراطاته لكن تذليل عقبات تطوير المقاومة العسكرية وتحويلها الى فعل يومي بات ضرورة وجودية تتعلق بانقاذ عفرين ومئات آلاف العفرينيين من خطر داهم يعصف بهم وبالهوية الحضارية والقومية والثقافية للمدينة التي لطالما عرفت بانفتاحها وتطورها الاجتماعيين وبارتفاع منسوب الوعي الحقوقي والديمقراطي لدى أهلها ما يشكل أحد أبرز عوامل استهدافها بهذا الشكل الوحشي من قبل أنقرة والمجاميع الإرهابية التابعة لها كفصائل الائتلاف والقاعدة على اختلاف تسمياتها .
بطبيعة الحال تتعدد أشكال المقاومة والتصدي وهي ليست فقط محصورة في المجال العسكري لكن حيال هكذا قوة محتلة وحيال هكذا جماعات ارهابية وتكفيرية نشاهد يوميا هول وفظاعة ارتكاباتها وجرائمها بحق المدنيين العزل ينبغي وضع المقاومة في شكلها العسكري في مقدمة العمل ضد الاحتلال التركي& - القاعدي وجعل الخيار العسكري على رأس الأجندة اذ لسنا حيال قوة احتلال نظامية مسؤولة وملتزمة بالعهود والقوانين الدولية الناظمة لحالات الاحتلال والتي تضع حدا لإطلاق يد القوة المحتلة كيفما كان الأمر الذي تنتهكه تركيا يوميا بمعيّة صنائعها التكفيرية .
تصعيد العمليات والحال هذه ينبغي أن يكون تراكميا بلا هوادة بما يضع المحتل في حال من الاستنفار والقلق الدائمين ما يسهم في عرقلة وكبح مشاريعه الاستيطانية والإرهابية التي تستهدف عفرين مبنى ومعنى بهدف تعريبها وتتريكها وتحويلها الى مكان مستباح لمجاميع مهزومة تُمارس فيه طقوس همجيتها وانحطاطها وتفريغ شحنات عقدها فكم يبدو مضحكا ان الائتلاف المهزوم القابع في اسطنبول الذي كان يمني النفس بحكم سورية وإسقاط النظام بات محاصرا في مربع عفرين على بعد نحو ألف كيلومتر عن القصر الجمهوري في دمشق كمجرد جيش من المرتزقة وعملاء للاحتلال الأجنبي الذي يستخدمهم لتنفيذ أجنداته وارتكاباته من ارهاب منظم وجرائم حرب ضد الانسانية .