من يعتقد بأن دعوات وتحذيرات الرئيس الايراني الاسبق، محمد خاتمي الاخيرة التي ينادي&بها، هي دعوات وتحذيرات بريئة لاعلاقة لها بأصل النظام وتحديدا بالمرشد الاعلى الايراني، علي خامنئي، فإنه قد ذهب بعيدا وصار طعما بصورة أو أخرى&للعبة الاصلاح والاعتدال&وضاع في&غمرة ضبابها الذي ليس له من آخر.

منذ أغسطس/آب 2013، والرئيس روحاني يجلس على کرسي الرئاسة وهناك الکثير من الصخب والجدل المحتدم بشأن&أن جناحه يخوض صراعا ضاريا ضد الجناح المتشدد من أجل تحقيق إصلاحات ولکن هناك الکثير من الاسئلة التي تطرح نفسها ولاتجد لها أجوبة شافية ومفهومة ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ ماهي الاصلاحات التي أنجزها روحاني وفي أي مجال أو مجالات کانت؟ هل حدث ثمة تغيير في مجال الحريات مثلا أو التقليل من&قضية&العداء للمرأة&التي يتبناها النظام؟ هل هناك ولو خطوة واحدة بإتجاه التعددية والقبول بالآخر؟

ولو ترکنا الاصلاح والاعتدال جانبا وتناولنا جانبا بالغ الاهمية بالنسبة للشعب الايراني وهو الجانب المعيشي للشعب الايراني وهل إن روحاني خلال ولايته الاولى ومامضى من ولايته الثانية، قد قدم شيئا للشعب الايراني وطرأ ثمة تغيير إيجابي لصالح الشعب خصوصا وإن المليارات من الدولارات التي کانت مجمدة قد تم إطلاقها؟ في الحقيقة إن أوضاع حقوق الانسان والحريات من جانب والاوضاع المعيشية من جانب آخر، يظهران وکأنهما توأمان يتشابهان في کل شئ، فإذا ماکان أحدهما مزريا ووخيما فإنالآخر مثله تماما، وإن الشعب الايراني عندما ردد خلال الانتفاضة شعاري"الموت لخامنئي"و"الموت لروحاني"، فإنه أعلن رفضه الکامل للنظام ککل ولم يعد يصدق بلعبة الاعتدالوالاصلاح، ومن هنا فإن عودة خاتمي الى الاضواء هو مسعى حثيث من جانب النظام لإنقاذ لعبة التوازن ولاسيما بعد أن ظهر واضحا&إن روحاني&لم يتوفق في عملية إرضاء وإقناع الشعب الايراني.

خاتمي الذي إنبرى مٶخرا لإبداء مابوسعه من أجل إنقاذ النظام في خطوط &دفاعه الاخيرة وإستماتة الدفاع عن&النظام&تظهر واضحة&على کلامه، وهو يقول"المشاكل لا تزال قابلة للحل، ولم نصل إلى طريق مسدود بعد، لكن يجب تغيير الأساليب والسياسات لإحداث إصلاحات في بنية النظام"، ولکن هل حقا سيتم حل مشکلة الحريات وحقوق الانسان والمرأة وقبول الآخر في ظل النهج المنغلق لهذا النظام؟ هل سيتم حقا تجريد سراق وناهبي الشعب الايراني من المليارات التي سرقوها منه طوال العقود الاربعة الماضية؟&أم سيبقى الشعب منتظرا لحفنة&أعوام عجاف أخرى عبثا ومن دون طائل؟

إعادة خاتمي صاحب تمويهية"حوار الحضارات" البائسة هو آخر مسعى من جانب شخص المرشد الاعلى من أجل إنقاذ النظام&من خطر السقوط الذي بات يتردد کثيرا على ألسنة المسٶولين الايرانيين مٶخرا، ولکن ومع إن فشل وإخفاق روحاني في مهمته التمويهية لخداع الشعب لحفة أعوام أخرى هو سبب ودافع مهم وراء عودة خاتمي للأضواء، لکن السبب والدافع الحقيقي هو دخول منظمة مجاهدي خلق في الساحة الايرانية وتمکنها من أن تفرض حضورا يعترف به القادة والمسٶولين بل وحتى خطباء الجمعة المحسوبين على المرشد الاعلى،&ومربط الفرس إن المنظمة حققت نجاحا في إقناع الشعب بأن الاصلاح والاعتدال في ظل نظام دستوره مٶسس على أساس نظرية ولاية الفقيه، وإن زيادة جرعة عمليات الکذب والتمويه والخداع لن تغير شيئا من الواقع فقد إنتهت اللعبة ونظرية ولاية الفقيه في نهاية الخط تماما!