بعد سويعات من احتلال عفرين بادرت الحكومة التركية الى تأسيس ما سمي المجلس المدني لإنقاذ عفرين جمعت خلاله مجموعة من العناصر "الكردية" المرتبطة بأجهزة الاستخبارات التركية من المنضوين والدائرين في فلك المجلس الوطني الكردي ( الأنكسي ) المتورط حتى النخاع في المجهود الاحتلالي لعفرين فعملية الاحتلال صحيح أن الجيش التركي قادها لكن بمعية وإسناد الفصائل الاسلامية المتطرفة التابعة للائتلاف الذي يشكل الأنكسي عضوا أساسيا فيه وجزء لا يتجزأ منه وإلا فأضعف الإيمان كان يقتضي من المجلس الانسحاب من الائتلاف احتجاجا ورفضا لمشاركته في احتلال عفرين وقتل وتشريد وابادة أهلها.
والحال أن الأنكسي أعترف صراحة باشتراك ستة فصائل مسلحة تابعة له في احتلال المدينة الآمنة فضلا عن زيارات ممثليه في الائتلاف لعفرين تحت حراب المحتل التركي وتشجيعه تشكيل المجالس المحلية والإدارية اللاشرعية المتواطئة مع سياسة الاحتلال.
وليس خافيا أن المجلس المدني لإنقاذ عفرين المذكور أعلاه هو أحد التشكيلات الرديفة للاحتلال حيث عقد الاجتماع التأسيسي له في مدينة غازي عنتاب وبرعاية وحماية الدولة التركية في سياق محاولة تشكيل هياكل كردية اسما عبر استقطاب بعض الشخوص بالإغراءات المادية والإدارية وللتغطية على جرائم الحرب وسياسات الإبادة والتغيير الديمغرافي بحق كرد عفرين عبر الادعاء أن ثمة جهات كردية عفرينية ترحب بالاحتلال وتنسق معه وتعمل تحت سلطته كما هي حال مجلس الأنكسي ومن لف لفه.
مناسبة الإشارة الى هذا المجلس المرتبط بالمخابرات التركية هو استقباله قبل أيام من قبل السيد مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في محاولة لإنعاش هذه الجهات التابعة للمحتل التركي والعمل على تسويقها كردستانيا وبطبيعة الحال ليس في الأمر غرابة فحزب بارزاني عراب الأنكسي يعتبر مباركا ومؤيدا احتلال عفرين من قبل تركيا وان مواربة لكن هذا التصريح المباشر بحقيقة موقفه الداعم والمحتضن لقوى مرتبطة بالاحتلال يعتبر إيغالا في سياسات هذا الحزب المندرجة في سياق الأجندة التوسعية الأردوغانية.
لكن لقائل القول أن من لا يرى حرجا في تمدد الجيش التركي واحتلاله مناطق واسعة من باشور ( كردستان العراق ) واقعة تحت سلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني من البديهي أن لا يتحرج من اعلان مباركة احتلال تركيا لمناطق في أجزاء كردستان الأخرى كما الحال مع عفرين التي ذرفت عليها دموع التماسيح مدرارا خلال لقاء بارزاني مع وفد ذاك المجلس.