كعادتها تبقى مدينة السليمانية سباقة في مواقفها الكردستانية فمع القرار الأميركي برصد جوائز& مادية طائلة لمن يدلي بمعلومات عن أماكن تواجد ثلاثة من أبرز قادة منظومة المجتمع الكردستاني وحزب العمال الكردستاني وهم : مراد قره يلان وجميل بايك ودوران كالكان انتشرت صور لوحة ضوئية على واجهة أحد المطاعم المشهورة في المدينة تتضمن صور القادة الثلاث المذكورين أعلاه ومكتوب تحت صورهم : نحن لا نبيع ثوارنا في جملة تعبر عن لسان حال ملايين الكرد ليس فقط في السليمانية وباشور& ( كردستان العراق ) وإنما على امتداد أجزاء كردستان الأربعة .
وبغض النظر عن حيثيات القرار الأميركي المحابي لارهاب الدولة التركي ومدى جديته كونه قد يكون مجرد قرار& شكلي بلا آليات ملموسة في سياق الغزل المبتذل للعم سام مع سلطان التطرف رجب أردوغان لكنه ومن حيث المبدأ قرار مدان وهو استهداف لعدالة القضية الكردية ككل على حساب التودد لدولة فاشية غدت مهد الاٍرهاب العالمي وممره ومستقره على ما شاهدنا ونشاهد مثلا في سورية حيث أنقرة ممثلة المجموعات المتطرفة&وعرابها الرئيس .
لكن ما نحن بصدده هنا رمزية الصورة والجملة المعبرتين عن الوعي الجمعي الكردستاني والمنطلقتين من عاصمة كردستان الثقافية ومهد الفكر القومي الديمقراطي الكردي مدينة السليمانية التي لا زال مطارها منذ أشهر وأشهر عرضة الحصار والمقاطعة التركيين عقابا لها على موقعها الريادي دوما في دعم واحتضان مختلف أجزاء كردستان ونضالها في سبيل حقوقها القومية والديمقراطية المشروعة فهذه المدينة الحيوية والضاجة سياسيا ومدنيا وثقافيا لطالما كانت على الموعد في مختلف المنعطفات والمواقف والمراحل التاريخية والمصيرية العاصفة بالكرد وبلا ريب فان الإنصاف يقتضي الإشارة هنا الى دور الاتحاد الوطني الكردستاني ومدرسة مام جلال الفكرية والنضالية ككل أيضا في تبوء السليمانية هذا الموقع .
فهي والحال هذه ليست مجرد لوحة ضوئية مكتوب عليها جملة احتجاجية وحسب فالعبارة تلك المنقوشة على لسان وفي قلب وعقل كل كردي بل وكل حر مدافع عن قيم العدالة والديمقراطية حول العالم هي الرد والموقف الكردستانيان على القرار& المشين لواشنطن التي تستعدي عبره عشرات ملايين الكرد الذين تشهر لوحة السليمانية وتعلن ردهم وموقفهم القاطعين : نحن لا نبيع ثوارنا .