من يكذب مرة ، لا يدرك قدر الورطة التي أوقع نفسه فيها ، إذ عليه أن يخترع عشرين كذبة اخرى للحفاظ على هذه الكذبة"،&هذا القول المأثور&للشاعر الانکليزي الکسندر بوب&وجدت من المناسب جدا ذکره في بداية هذا المقال على أثر&التقرير الذي&نشرته صحيفة"سياست روز"الايرانية&بشأن أن الحکومة الفرنسية إستنجدت بمنظمة مجاهدي خلق من أجل السيطرة على&الاحتجاجات والملفت للنظر هنا&هو نشر&الترجمة&العربية&لهذا التقرير&في مواقع عربية.

هذه التهمة&الغريبة جدا من نوعها وحجمها&لکن غرابتها تتلاشى عندما نعلم إن أساس التهمة تنبع من صحيفة&صفراء لاهم لها سوى الحمد والثناء على الحکم الديني الاستبدادي الذي&يحفل بنماذج نظير آية الله العظمى مکارم شيرازي، أو&"سلطان السکر" محتکر السکر في إيران، وقد&جاءت هذه التهمة من أجل تعزيز تهمة سابقة أخرى&ساقتها ضد المنظمة أثناء&الانتفاضة التي جرت ضد نظام&حزب البعث في بدايات العقد التاسع&بخصوص إن المنظمة شارکت في&قمع وقتل وإبادة المنتفضين في&جنوب العراق وإقليم کردستان،&مع ملاحظة إنه لم&تعلن قوائم الذين&تعرضوا لهذه الحالة علما بأن هذه التهمة قد دحضها&بيان صادر من جانب المکتب الاعلامي للحزب الديمقراطي الکردستاني&وبتوقيع هوشيار زيباري مسٶول المکتب الاعلامي وقتئذ، ولکن يبدو إن الاوضاع السيئة جدا التي تواجهها المٶسسة الدينية الحاکمة في إيران تدفعها دفعا لکي تشفع وتسند&تهمتها أو بالاحرى کذبتها السابقة والاساسية بکذبة أخرى من أجل المحافظة على رونق تلك الکذبة.

يقول المثل الهندي"&إذا كذبت العنزة فإن قرنيها لا يكذبان."،&ذلك إن&هکذا تهمة کاذبة ومثيرة للسخرية والاستهزاء تفضحها ممارسات&جمهورية&رجال الدين التي أنجبت نماذج مثل&آية الله العظمى مکارم شيرازي أو"سلطان السکر" الذي أثرى على حساب الشعب الايراني بإحتکاره إستيراد السکر، کما إن&العالم کله يتذکر دور طهران في مساعدة النظام السوري في قمع الثورة السورية&ناهيك عن خبرته المتناهية جدا في قمع الانتفاضات ولعل ماجرى من&أسلوب&لايخطر حتى على بال الشياطين في قمع إنتفاضة عام 2009،&أمثلة حية على&من هو صاحب الخبرة والباع الطويل في القمع والقتل والممارسات التعسفية.

ترکيز طهران الملفت للنظر على منظمة مجاهدي خلق، يأتي بعد أن صار لها دورا ليس في خارج إيران وإنما في داخل إيرانولاسيما بعد أن قادت الانتفاضة الاخيرة،&حيث إعترف&خامنئي بنفسه&بذلك الامر&وإجتر هذا الاعتراف العديد من القادة والمسٶولين الايرانيين، وتماما کمن"مسه" الشيطان أو شئ من الجنون، فإن المٶسسة الدينية الحاکمة في إيران تتخبط في&کيفية تعاملها وتصديها للمنظمة.

"وبالامس&تعرض آلاف الفرنسيين للضرب والاعتقال على أيدي عناصر هذه الحركة الإرهابية، الذين منحتهم الحكومة الفرنسية اللجوء السياسي، تحسبا&لمثل&هذا&اليوم"،&هکذا ذکرت&تلك الصحيفة الايرانية&جانبا من کذبتها المفضوحة&إذ يبدو إن فرنسا تلك الدول العريقة والتي لها دور أساسي في المحافظة على الامن والاستقرار&ليس على مستوى فرنسا وأوربا وانما على مستوى العالم، تضع&فجأة قضية أمنها وإستقرارها بيد جهة سياسية أجنبية، وهکذا کذب لايمکن أن يصدقه أغبى الناس مثلما إنه لايصدر أيضا إلا عن غباء وجهل وحمق مفرط، لکن الذي يجب أن يذکر ويقال، هو إن هذا التحامل غير العادي على الرئيس الفرنسي وحکومته&سببه&الموقف الجدي من العملية الارهابية&التي قادها&أسدالله أسدي،&السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا.

لو&تسنى وبقدرة قادر أن يبعث غوبلز حيا، وإطلع على جانب من&تجربة&کذب المٶسسة الدينية الحاکمة في طهران، لخجل من نفسه ومن کل الذي قام به ولاسيما عندما يعلم بأنه لايصلح إلا کتلميذ مبتدئ في هذه المدرسة العريقة العتيدة في&صناعة الکذب وتلفيقه!