لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة...وسائل الاعلام الداعمة للنظام السوري تحتفل وتحتفي بما كتبه الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك ومراسل صحيفة "الاندبندنت" حيث اعتبر في مقالته المعنونة ب " البحث عن الحقيقة بين أنقاض دوما "أن هناك جملة من الأكاذيب أثارتها عدد من الدول الغربية بشأن "هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية"، ولفت هذا الأسبوع من دوما قرب دمشق و بعد الضربة الثلاثية الى ان هذه الاكاذيب لم تجد من يدعمها في المدينة مع تأكيد "طبيب من سكان المدينة" نفسها أن" الضحايا المزعومين للهجوم "كانوا يعانون نقصًا حادًّا في الأوكسجين نتيجة "عاصفة غبارية "وليس "التسمم بالغاز الكيميائي”.

نعم عاصفة غبارية في شهر ابريل قرب دمشق!! تخيلوا!!!، وقال” إنه خلال لقاء أجراه مع طبيب اسمه عاصم رحيباني من سكان دوما كشف له أن الأشخاص الذين ظهروا كمرضى في أشرطة الفيديو التي صورت الهجوم المزعوم وتم الترويج من خلالها لإصابتهم بأعراض التسمم بغاز كيميائي، كانوا في حقيقة الأمر "يعانون من نقص الأكسجين نتيجة عاصفة غبارية".

وينقل فيسك عن الطبيب رحيباني قوله في تلك الليلة: “لقد كنت مع عائلتي في المنزل على بعد 300 متر من المشفى لكن كل الأطباء يعلمون ما جرى.. في تلك الليلة كانت هناك اشتباكات وهبت رياح قوية مصحوبة بغيوم ضخمة من الغبار بدأت تتسلل إلى الأقبية والسراديب حيث يقطن الناس، وبدأ الناس يصلون إلى المشفى وهم يعانون من نقص الأوكسجين وفجأة صرخ رجل في باب المشفى وهو من “الخوذ البيضاء”.. غاز!.. 

وأنه حصل، على حد قوله، هلع بين الناس وبدأوا يرشون الماء على بعضهم البعض.. وفِي شهادته أمام فيسك أكد "نعم لقد حصل تسجيل الفيديو هنا ولكن الناس كانوا يعانون من نقص في الأوكسجين وليس من التسمم (بالغاز)”.

ونقل فيسك إنه “ينبغي على القراء أن يدركوا أن رواية الطبيب ليست الوحيدة بهذا المضمون، إذ أكد "الكثير" من الأشخاص الذين التقاهم في دوما أنهم لا يثقون بروايات الغاز، منتقدا “الخوذ البيضاء” ( منظمة مجتمع مدني فازت بالعديد من الجوائز و تضم نحو 3 آلاف متطوع مرارًا) التي قال فيسك انها تتلقى الدعم والتمويل من وزارة الخارجية البريطانية، متهما أنه "كان لها دور كبير في عمليات المجموعات الإرهابية"، لافتا إلى أنه أطلع على مكاتب هذه المجموعة في دوما ورأى داخلها اقنعة للغاز ولباسا عسكريا إضافة إلى كبسولات ومعدات طبية مكسورة وملفات وطبعا رأى كل ذلك بعد إجبارهم على مغادرة دوما ويمكن ان نتخيل معا ماذا فعل النظام وحلفائه بالمكان.

وبحسب شهادات لمراسلين وتقارير في تلفزيونات غربية شاهدت بعضها في البي بي سي رصدتْ بعض من تعرض للغاز فلماذا اصدقاء فيسك الذين قال انه بصحبتهم "خلال كتابته المقال وتسجيله ملاحظاته " لم يسهّلوا له لقاء الأطفال والنساء الذين عانوا وتعرضوا للكيميائي ليقدم الحقيقة عارية وماهي حقيقة مرافقيه؟ ولماذا يجب ان يقتل النظام وحلفائه المدنيين السوريين عبر سبع سنوات ويجد دائما من يدافع عنه ويصفق له ويسّوق لروايته؟!.

ثم ألم يسمع فيسك وأصدقائه بما تبين تماما أن اللقطات المصورة التي تتهم الخوذ البيضاء، بفبركة الهجوم الكيميائي في دوما هي في الواقع من فيلم نُفذ بتمويل من "الحكومة السورية"، وفق مدونة "فاكتويال" لتقصي الحقائق التابعة لوكالة "فرانس برس".

نعم "وكالة الأنباء الفرنسية" التي لاتمولها وزارة الخارجية البريطانية اكدت ان مسعفو الخوذ البيضاء، هدفًا، لنظرية المؤامرة وحملات تضليل اُتهم أنصار النظام السوري بتدبيرها.حيث عرض مؤيدو النظام السوري الصور التي انتشرت أخيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيها ممثلون يغطيهم الغبار والدماء، على أنها دليل على أن الهجوم الكيميائي في مدينة دوما في 7 أبريل كان مفبركًا.

لكن الصور التقطت في الاستوديو خلال تصوير فيلم "رجل الثورة"، الذي شاركت وزارة الثقافة السورية في تمويله وعرض في فبراير على موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك".

وعلينا جميعا أن نتذكر أن وكالة الأنباء السورية "سانا" و في 9 مارس قالت أن الفيلم يروي قصة صحافي يسعى إلى الشهرة، ويدخل سوريا بصورة غير شرعية، لالتقاط صور وأشرطة عن الحرب.

وأنه بعد فشله في تحقيق هدفه يقوم بمساعدة "إرهابيين على فبركة هجوم كيماوي لتحصل صوره على انتشار عالمي".

وقال أيضا موقع بيلينغكات الاستقصائي ان الصور عرضتها قناة تلفزيون "روسيا 1" العامة بصفتها دليلا على فبركة الهجوم الكيميائي.

لقد قالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية والخوذ البيضاء، أن عشرات السوريين قتلوا في هجوم "بغاز الكلور" في دوما كما علينا ان نذكر ان فرنسا قالت إن لديها "دليلا" يلقي المسؤولية على كاهل النظام السوري، فلماذا يجب أن يموت السوريون مرارا مرة عبر قتلهم ومرة عبر الترويج للقتلة بدل عقابهم؟!