1

عند حديثي مع صديقي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة اوجع قلبي سرده لمعاناته هو و اصحابه من مغامرات حركة حماس التي تحكم هذا القطاع بالنار و الحديد وتقوم بتعذيب سكانه الذين ينتفضون احتجاجا على حقوقهم الانسانية. قالها صديقي بحرقة قلب و عين دامعة ما ذنبي ان يضيع مستقبلي بسبب معارك و حروب تفتعلها حماس مع اسرائيل لمصلحة ايران أو لأسباب تتعلق باخفاقاتها في إدارة شؤون قطاع غزة , عجز فكري عن اجابة تناسب حجم المه و هربت كل كلمة تبرد قلبه الحزين.

هذا الحديث جعلني اتسائل مع نفسي ما الذي قدمته هذه الحركة لسكان هذا القطاع , بحثت مستعينا بابحاث وأرقام سواء كانت غزاوية أو دولية تشير الى ان الانفاق و انقطاع المستمر للكهرباء و و قمع الراي و الابداع و التفكير وحقوق المرأة والمعارضين و نشر الخوف و الهلع و الجهل هو ما قدمته حماس لغزة و سكانها

2

تدعو حماس الشباب الفلسطيني للذهاب الى السياج الفاصل بين غزة و اسرائيل و تستخدمهم كدروع بشرية لحماية عناصرها الذين يتواجدون بين الناس الذين تم إجبارهم او تحريضهم على المشاركة في هذه الفعاليات التي لا يمكن تسميتها بأي شكل من الأشكال كسلمية. عرضت أمامي صورًا من هذه الأعمال العنيفة على السياج للقنابل اليدوية والعبوات الناسفة والزجاجات الحارقة وحتى الاسلحة الرشاشة التي تم استخدامها في إطار هذه الأعمال. فها هي حماس تطور أداة جديدة. الطائرات الورقية والبالونات الحارقة تحولت في قطاع غزة إلى أدوات لحرث الأراضي الزراعية و المزارع و الحدائق بالجانب الاسرائيلي مما يتسبب باضرار مادية كبيرة يلحقونها بالناس.

3

تدرك حماس انها في حرب غير متكافئة مع اسرائيل و مع هذا تصر ان تطلق صواريخها التي تتلقاها من ايران باتجاه اسرائيل و هذه الصواريخ تلقى حتفها امام القبة الحديدية الاسرائيلية. هناك اثباتات من صور و معلومات عن استخدام حماس للمساجد و الروضات و المستشفيات و البنايات السكنية كمنصات لصواريخها والمخاطرة بحياة سكان غزة. وعندما يصاب فلسطيني او لا سمح الله يقتل فهاهنا تستغل حماس و بعض وسائل الاعلام العربية المساندة لها باذاعات اخبار كاذبة مفادها ان اسرائيل تقتل الابرياء و تفجر المقدسات و الاماكن الحكومية و الخدمية و بهذا تضرب عصفورين بحجر واحد اولا تتستر على عجزها القيام بواجباته تجاه سكان غزة و تعتبر ان اسرائيل هي من تعرقل و ثانيا كسب تعاطف شعبي عربي اسلامي بالاضافة الى ملايين الدولارات من إيران باسم مقاومة زائفة لاسرائيل .

 

لو حسبنا الملايين التي صرفتها حماس منذ 2004 العام الذي بدات فيه بشق الانفاق بصورة مكثفة , لنرى المجموع يكفي لبناء ما يقارب 300 مدرسة و 4 جامعات و 100 مشفى مجهزة باحدث الاجهزة الطبية و 12 حديقة , لكن قادة هذه الحركة الكارهة للحياة الانسانية يأبون الا ان تبذر اموال الشعب الفلسطيني هباء منثورا . فها هي إسرائيل طورت أنظمة وطريقة عمل استخبارية وعملياتية لتكشف وتحبط هذا المشروع ولتذهب هذه الاستثمارات التي خصصتها حماس في مهب الريح .

4

سكان غزة يستحقون الحياة مثلهم مثل اي مكان اخر , الام الغزاوية لا تتعب سنوات في تربية و تكبير ابنها كي تاتي حماس تلعب بعقله و تاخذه باسم المقاومة ليمارس الشغب او يقوم باعمال عنف بل ليكون طبيبا او مهندسا او معلما يدرس في الجامعات الاقليمية و الدولية المتاحة , و في غزة عشرات المواهب المبدعة التي تمنع حماس ظهورها و الذي استطاع الافلات من حكمها و لجأ الى اوربا اثبت نفسه و ابدع في مجاله. المعلومات الاستخباراتية تشير الى ظاهرة خطيرة جدا من ناحية القطاع حيث هناك الكثير من الفلسطينيين من الطبقات الوسطى والمثقفة الذين ينتهزون فرصة فتح معبر رفح مع مصر ليغادروا او بالأحرى يهربوا من القطاع ليبحثوا عن ظروف أحسن.

سنوات من مزاعم حماس انها تقاوم اسرائيل اتضح للجميع انها بندقية بيد ايران تستعملها لزعزعة الامن و الاقتصاد و السلام في المنطقة .

ان الاوان ان يتنفس سكان غزة و يتمتعوا بحياتهم الطبيعية ان الاوان ان يكون المسجد مكانا للعبادة لا منصة اطلاق صواريخ. المدارس للتعليم و نشر المعرفة لا اماكن تدريب عناصر تمارس الشغب و الارهاب. المستشفيات للعلاج لا مخزنا للاسلحة. ان الاوان ان تكون غزة لسكانها و ليس ذراعًا لايران لزعزعة الاستقرار و الامان في المنطقة مثلما حدث في لبنان والعراق وسوريا واليمن.

 

اللهم حفظا على سكان غزة من مغامرات حماس.