يقول ميکافيلي:&اربح الناس سهما في هذه الحياة أقدرهم على اصطناع التملق وتلون الوجه.&ويبدو إن أسهم&الرئيس الترکي أردوغان&آخذة بنوع من الارتفاع النسبي بسبب إتباعه أسلوب الخداع&وتلون الوجه&الذي يتبعه،&فهذا الرجل الذي يسعى&من أجل تقديم نفسه&للعالم الغربي على أنه محارب ومکافح للإرهاب ومٶمن بالحرية والديمقراطية، فإنه يسعى لتقديم نفسه للعالمين العربي والاسلامي کسليل لسلاطين بني عثمان&وهو أمر&يلقى هوى&في نفوس&قطاع کبير من الشارعين العربي والاسلامي.

أردوغان الذي لايبدو إن الاستفتاء الذي جرى في إقليم کردستان العراق قد سبب له&من&الالم&بقدر ذلك الذي تجرعه من&وراء&تلك الانتصارات التي&حققتها وحدات&حماية الشعب الکردية ضد تنظيم داعش الارهابي&الذي صار واضحا للقاصي قبل الداني،أي بلدين في المنطقة قد إنتفعا من النفط الذي کان هذا التنظيم الارهابي يبيعه&لهما&بأبخس&الاثمان،&ناهيك عن توريد السيارات والاسلحة ومختلف أسباب البقاء لهذا التنظيم الارهابي وجعلته يبقى&لتلك المدة.

أردوغان الذي حاول کما يبدو إقناع الغرب بوجود إرهاب سلبي"کداعش"&لايمکن التعامل معه وإرهاب إيجابي"کبقايا النصرة ومن حذا حذوها"&يمکن التعامل معه، مع الاخذ بنظر الاعتبار إن&ترکيا أردوغان&حرصت على أن يکون لها مايربطها بالطرفين في آن واحد، وهو مايمکن وصفه بقمة وذروة النفاق خصوصا&وإننا لانذيع سرا إذا ماقلنا إن ترکيا الاتاترکية بصورة عامة والاردوغانية منها بصورة خاصة تعيش&مرض"الکرد فوبيا"، ويبدو إنها تبذل کل مابوسعها من أجل الحصول على&ضوء أخضر لکي تحارب الکرد تحت يافطة محاربة&الارهاب والمثير للسخرية إن الجميع بما فيهم&الرئيس&ترامب&يعلمون هذه الحقيقة ولکنهم ولعلمهم ب"الدماغ الاتاترکي"المتحجر في&التعامل مع القضية الکردية فإنهم يسايرونه، تماما کما فعلوا مع&نظام الملالي في طهران ولم يجنوا من وراء ذلك إلا الفشل والاخفاق، وستثبت الايام بأن ماقد حققته وحدات حماية الشعب الکردي من إنتصارات على الارهاب&في سوريا لن&يتمکن&نظام هو بالاساس مشبوه بتورطه وبعلاقاته المريبة مع الارهابيين&من تحقيقها أبدا وإن النفاق الاردوغاني سينکشف على حقيقته في نهاية المطاف.

الانسحاب الامريکي المفاجئ من سوريا، وهو موقف أمريکي مخز لايجب التعجب منه وسيأتي اليوم الذي سيتحدث فيه&رئيس أمريکي&بمنتهى الخجل من هذا الموقف المخز&الذي هو إمتداد لسلسلة من المواقف المخزية الامريکية من أمة&ناضلت&وتناضل من أجل حريتها وحقوقها المشروعة،&تماما کما فعل&المستشار الالماني&فيلي براندت&عندما رکع أمام النصب التذکاري اليهودي في وارشو تکفيرا عن الجرائم التي إرتکبتها&ألمانيا النازية بحق اليهود، خصوصا عندما يعلم العالم کله حقيقة نوايا الدون أدوغان ومزاعمه بشأن&محاربته&لطواحين الارهاب!