هذا المقال يمكن اعتباره مقدمة لبحث الموضوع بعمق وشمول. فالموضوع معقد ومتشعب الجوانب ويحتمل تحليلات&وأراء&عديدة ، قد تكون متناقضة. ونبدأ بما في الموضوع من&إشكاليات&نسرد بعضها:&

الديمقراطية الغربية ولدت بالدم ..... واليوم ؟؟؟؟؟&

أن&الديمقراطيات الغربية الكبرى ولدت عبر حروب داخلية وصراعات حادة ، كما مثلاً في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا.&أما&اليوم فان هذه الدول صارت مغلقة&أمام&أي حرب&أهلية&مسلحة، فالتحولات الكبرى تتحقق في صناديق الاقتراع.&أما&في الدول غير الديمقراطية فان الحروب&الأهلية&محتملة ولكن اللجوء&إليها&لتغيير الحكومات والرؤساء يزيد&الأمور&خسائر ودمار،&&ومثال ذلك اليوم سوريا وليبيا واليمن، وحتى العراق الذي&أزاحت&الدكتاتورية&فيه قوى خارجية فان ما حل بعدها ابعد ما&يكون عن الديمقراطية، فقد حلّ&الأسوأ&محل&السيئ.&

الجمهورية والملكية&

حلت الجمهوريات الغربية محل الملكيات الاستبدادية المطلقة ، فكانت الجمهورية النظام&الأكثر&تقدماً. وقد&ترسخت&الديمقراطية في المجتمعات الغربية ، بحيث&أصبحت&الديمقراطية لا تقتصر على دول غربية جمهورية ، بل تشمل&أيضا&دولاً ملكية غربية، كما في بلجيكا ودول الشمال. لكن الحالات تختلف عما في الدول غير الديمقراطية ، كما في المنطقة العربية ، فهناك ملكيات شبه دستورية وهي&أفضل&من جمهوريات ديكتاتورية مثلاً المملكة المغربية مقارنة بجمهورية&القذافي&أو&الاسد.&أو&الملكية&الأردنية&شبه الدستورية بالعديد من الجمهوريات في المنطقة..&

(امة عربية واحدة ووحدة ما&يغلبها غلاّب)&

كان هناك موسم القومية العربية الناصرية&والبعثية، التي كانت تطالب بالوحدة الشاملة، ولكن كل مشاريع الوحدة (وحتى الاتحاد) فشلت&أمام&صخور الواقع بسبب تخبطّ السياسات وتباين&الأوضاع&والتاريخ بين بلد&وآخر. والمثل&الاكبر&قيام وسقوط الوحدة المصرية- السورية. فلكل بلد عربي ظروفه وتاريخه الخاص و&أوضاعة وخصائص مجتمعه وسكانه. وان&أقصى&ما يمكن ويجب السعي له&هو التعاون والشراكة والتنسيق، كما في مثال مجلس التعاون الخليجي.&

حكاية الربيع العربي&

مع بدايات التحركات العربية عام 2011 انطلقت دعايات التفاؤل عما سموه&بــ&(الربيع العربي) وها قد تكشف عن جهنم للعرب وحتى للعالم، ولا&سيما&الحالات السورية والليبية واليمنية.&أرادوا&المقارنة بالتحولات الديمقراطية في&أوربا&الشرقية ، والتي كانت سلمية. ولكن الفوارق كبيرة لاختلاف مستويات المجتمعات والسكان، ولان الدول الشرقية كانت محاطة بدول ديمقراطية.&أن&الفكر السياسي العربي&يأخذ&بمبدأ غريب هو&أن&مجرد&إسقاط&الرئيس يعني تحولاً ديمقراطيا.&

تلكم ملاحظات عامة عن الموضوع الخاص بالديمقراطية العربية. وثمة جوانب&أخرى، تضيف&إلى&تعقيد&أمر&هذه المعضلة، التي قد نعود&إلى&أبداء&وجهة نظرنا فيها في مقال تال. ونقول&أن&المؤلم ليس فقط فقدان دول عربية عديدة&لأوليات&الديمقراطية ، بل&الأكثر&إيلاما&، وكما ورد ، هو&أن&أزمات&المنطقة هي في مقدمة&الأزمات&خطورة على الساحة الدولية. والمطلوب ليس ديمقراطية مثلى ودفعة واحدة، بل ديمقراطية حد مناسب من الحريات وحقوق&الإنسان&ودور&المرأة&وحقوق&الأقليات&الدينية والعرقية. وفي عدد من الدول العربية مقدمات وبشائر تواجه مخاطر وتحديات&وأعداء&شرسين&كالإسلام&السياسي&والإرهاب&الجهادي والتدخل الخارجي المخرب.&&