بدأت الخطة&الروسية الأخيرة في سوريا&بفئتين ضمن سلسلة مترابطة&،&الفئة&(&أ&)&تم السير&بها&في مطلع نهاية 2018&،&تسلسل زمني مع الأحداث ومرور الأيام كشف عن الخطة وأزال الستار عنها تلقائياً&:&تصريح تركي رسمي بمهاجمة&الكرد&مع تقديم تعزيزات عسكرية على الحدود التركية&–&الكردية&(&سوريا&)&والتلويح باجتياح شرق الفرات&،&تزامن مع تصريح امريكي بالانسحاب من سوريا وبالتالي ازالة جدار الحماية&عن حلفاؤه&رافقه تصريح روسي رسمي بأن على&الكرد&والنظام البدء بالمحادثات&،&تم اغلاق جميع الطرق التي تربط القضية الكردية بالطاولة الدولية وتم فتح طريق دمشق وجعل القضية الكردية ورقة داخلية شأنها كشأن أي اقلية او طائفة في سوريا&،&ونجاح هذه الخطة يؤدي إلى عدم إمكانية قبول أي مشروع اممي مستقبلاً لتقسيم سوريا وجعلها ذات سيادة وتقوية النظام سياسياً وجعله صاحب قرار&لأن بقاء نظام الاسد يعني شرعية تواجد الروس في سوريا&والمعادلة محلوله نظام الاسد في قبضة&بوتين&بأحكام ووفق ما يريد&&،&وبالتالي موافقة تركيا بالجلوس معه للتفاوض وخاصة ان تركيا اصبحت الراعي الاول بِما يسمى بالمعارضة وتحت مظلة&(&الشرعية الشرق الاوسطية بقيادة روسيا&)&.&

بالتأكيد هذه الخطة ستفشل لسببين رئيسين رغم قرار امريكا بالانسحاب&والذي كان هدفه&&تبرئة ذمتها من خطة موسكو&،&ومن جهة اخرى&لإخفاء&هزيمتها الساحقة امام الصراع الداخلي في سوريا وعدم استطاعتها طوال وجود قواتها العسكرية من ايجاد أي حل او ثغرة لبقائها&صاحبة قرار وفرض هيبتها&،&ويأتي السبب الاول ان تصريح الرئيس الروسي فلاديمير&بوتين&كان واضحا وفيه إهانة للجانب الكردي ولجانب النظام على حد سواء&،&فقد اعلن ان على الجانبين البدء بالمحادثات ولم يتطرق أبداً إلى كلمة&مفاوضات&،&مما يعني انه يعلنها جهارا انكم لا تملكون حق التفاوض ولا تملكون قرار التملك لإعطاء بعضكم أية حقوق&،&وإنما عليكم حل الخلاف والاتفاق على صيغة داخلية لا أكثر&،&وتلك حقيقة مطلقة&،&فحزب الاتحاد&الديمقراطي الكردي&يحكم المناطق الكردية لكنه لا يملك قرار حمل الملف الكردي&ووضعه على طاولة الأسد&،&وتمثيله للشعب الكردي لا يتجاوز الخمسة&بالمئة&،&ومحاولاته&في الفترة الاخيرة من خلال اطلاق مبادرة&حل لِجمع ما&يسمى بالأحزاب&الكردية ومشتقاتها المنضوية تحت مظلة الاخوان المسلمين في الائتلاف&ضمن سقفه باتت بالفشل&،&ومن ناحية النظام فهو يحكم لكنه&أيضا&لا يملك القرار لإعطاء اية حقوق&للكرد&وفي الاساس لا يعلم حتى الآن ما هي قسمته في سوريا المفيدة بعد خمس سنوات اقل تقدير&،&ويأتي السبب الثاني& من خلال مطامع رجب طيب&أردوغان&التوسعية وعدم التكهن برغباته المخفية مما يدل على عدم الثبات في موقف ثابت وبالتالي انهيار أي اتفاق حول&المحاصصة&،&إذاً&الخطة فاشلة ونجاحها لن يكون&إلا&على حساب المزيد من الدماء الكردية وهو ما يستدعي من السلطة الحاكمة للمناطق الكردية مراجعة شاملة&لسياستها الأُحادية&وحزم موقفها&فيما يخص الحقوق القومية الكردية فقط&.&

تزامنَ&مع التحضير للخطة&(&أ&)&التحضير للخطة&(&ب&)&أيضا&والتي ترتبط&بِبعضها&البعض&،&وبدأت حين تعهدت روسيا برفع الغطاء عن الوجود الإيراني في سوريا وإجبار النظام بعدم التوقيع على أية اتفاقيه تشرعن وجودهم وتنسيقها مع اسرائيل لضرب عدة مواقع للميليشيات الايرانية قرب دمشق كبادرة حسن نية لعودة الدول العربية وخاصة الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية لتمتين العلاقة مع دمشق وتقوية دور النظام&&للوقوف على طاولة المفاوضات امام تركيا ومن خلفها&"&الجهتان الشرعيتان للتفاوض باسم&المنظمات&الاخوانية&والمتطرفة&والمتشددة&المسمى بالمعارضة&"،&وكان المقصد الروسي من هذه الخطة كسب تأييد المجتمع الدولي&وإزالة&اية مشاريع تخص سوريا وسحب الشرعية الدولية باتجاهها&والقضاء على الدور الامريكي&،&لكن ايضا ستفشل هذه الخطة لان المجتمع الدولي يدرك تماما ومن خلال&ابحاثه واستخباراته بان موسكو هي الحليف الاول لطهرن والصادر الوحيد للمواد الاولية التي تُبقي على عمل&مفاعلها النووية في استمرار&،&كما ان محاولتها انزال الحل السوري تحت اطار الحكومة ووضعها ضمن برلمان&بدستور هش لإبقاء السلطة في قبضة الرئاسة بات واضحا ايضا ولن تنطلي تلك السياسة على المجتمع الدولي&.&

فشل يلحقه فشل تدفع ضريبته شعوب المنطقة عامة والشعب الكردي بشكل خاص&،&رغم التلويح الأمريكي بمنطقة آمنة برعاية دولية تدخلت موسكو ودفعت تركيا برفضها وإعطائها وعود&بتفعيل&اتفاقية&اضنة&التي جرت بين انقرة ودمشق عام&1988&اذا فشلت الخطة&(&أ&)&،&مما يعني ان موسكو حازمة وبقوة على فرض هيمنتها&وأصبحت سيدة&الشرق الاوسط&لإدارتها فيما بعد المعركة الأخطر والتي ستجمع جميع الفصائل المسلحة المتطرفة&((&الشيعية والسنية&المتشددة&&))&في حلبة واحدة والعائدتان بشكل مباشر تحت أشراف طهران وأنقرة&،&وهي بكل تأكيد السبب المباشر في خوف المجتمع الدولي&وأمريكا&من التدخل بقوة داخل المستنقع السوري حتى الآن.&

&