يحتاج الانسان الى نقطة وجدانية فاصلة في حياته ، قد تكون مرض شخص عزيز عليه أو مرضه هو ، أو موت أحد الأعزاء أو الأصدقاء ، ليقف وقفة حقيقية أمام ما حدث سابقا ويحاكم نفسه ويحاكم من حوله من المقربين ..قد يبدو هذا متأخرا بالنسبة لسوريا وقد طالت الحرب ووزعت الاصطفافات وانكشفت كل الأقنعة ، و يستوي في المراجعة أصحاب المراكز وذوي الشأن والنَّاس البسطاء.


ولكن من يحتل مركزا فعليه مسؤولية العودة الى الخلف بشكل أكبر& .. كيف كان وكيف أصبح وماذا فعل للناس وماذا فعل للأطفال وهل كان بامكانه ان يوقف الحرب وآلة القتل وماذا يفعل الآن وماذا سيقدم للمستقبل& ؟ .
قيل لنا في بداية الدمار انك اسماء الاسد ضد الحرب وتقفين ضد زوجك في رغبته في حصد المدنيين والمعارضين وصدقنا الا أنك سرعان ما حطمت أملا كان يمكن أن يكبر وينتج خيرا عندما أعلنت موقفك الداعم لزوجك وتحولتِ من وردة في الصحراء الى شريك رئيسي في الحرب& ..&
توقعنا منك موقفا حاسما موقفا مختلفا وانتِ التي نهلت في كنف الديمقراطية والحريّة& وفِي لندن عاصمة العالم والحوار والاختلاف والتعددية& .
قلنا ان "ايما " كما كان صديقاتك يناودنك في المدرسة ستنتصر للخير وللشعب وللإرادة الحرة& ..


حقا لا يغسل يدك مشروعا تموله الامم المتحدة او حكومات تحاول ان تقف على الحياد.. أو صورة لك مع طفل مريض& ..أو ابتسامة لك مع والدة مكلومة ...لان هناك حق يحمله السوريون وهم فقط أرادوا الكرامة وها انتم ترسلون حراسا مع أطفالكم أينما تواجدوا وأينما شاركوا في بطولات رياضية& ، قيل انها دولية ،& ولا يستطيعون السفر بحرية دون أن توسمهم لعنة القاتل والقتل .
يتدثرون بخوف لا يبدو مختلفا عن الخوف الذي تلاحقون به المدنيين وأطفالهم ثم تقولوا لهم عودوا الى حضن الوطن ليكون مصيرهم السجن ..بل والله هو الخوف الأكبر ذلك الذي يطاردكم لأن السوري يعرف أنه مظلوم وأن الله عاجلا أم آجلا سيكسر ظالميه أما أنتم فيتحول أملكم الى انتصار كاذب يصنعه اعلام مأجور& .
أمامك الْيَوْم المراجعة.. أمامك الْيَوْم اللحظة الحاسمة ..أمامك اليوم خطوة جديدة .. قولي لنفسك الى متى ؟ لا تنظري بعيون زوجك لان السلطة والمال لا يفيدان وعندما تستيقظين من تأثير "البنج " محاطة ببياض كاذب تذكري فقط أنك استيقظت لتوقفي الكارثة لتوقفي الدمار لتقولي لزوجك كفى لا ان تشدي من أزره& وتقولين له أحسنت فقط من أجل كرسي وحفنة من الدولارات وعائلة تحكم الى الأبد سابحة في الدماء .