من المقرر أن&يقوم&سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن&عبدالعزيز&بجولة آسيوية تشمل العديد من دول التأثير الكلي والنسبي في الميدان السياسي والتجاري. ولعل من الواضح أن آسيا&اليوم باتت&أكثر&أهمية من ذي قبل،&فالصين والهند تمثلان العهد الجديد من اليد العاملة التي ستؤمن للعالم ما يمكن تسميته بـ النهوض&التنمويللقرن الحادي والعشرين.&

لقد&قامت&البنية التحتية لكثير من دول العالم&خلال&القرن&السابق،&فمعظم البنية التحتية للولايات المتحدة اليوم هي صنيع خمسينيات وستينات القرن&الماضي،&وقس على ذلك البنى التحتية للقارة العجوز وأمريكا اللاتينية بل وحتى بلدان الوطن العربي. فمصر التي&لا تزال تحصد&اليوم ثمار ما تم منذ عهد الملك&فاروق،&لا&يختلف&عنها&العراق الذي لا يزال معتمدا على كثير مما بُني في عهد&ما يعرف بالمملكة العراقية&حتى عام&1958.

وسوريا&التي تدمرت بسبب الحرب الأهلية منذ 2011 أسس لبنيتها التحتية حافظ&الأسد،&وكذلك اليمن فقد ظل واقفا&حتى السنوات الأخيرة على&البنية التحتية التي كانت في أوج&ازدهارها&بين عامي 1950 وحتى 1970&, وفي&عهد ما يسمى بـ دولة الجنوب العربي&المتحد عام 1950؛&بات&ميناء عدن كثالث أهم مرفأ تجاري في العالم.

وفي الوقت ذاته فإن إيران&الحديثة هي نتاج البنية التحتية التي أسسها الشاه بتمويل من المالية السويسرية التي&مولت مشاريعه بمليارات الدولارات كقروض مالية،&وهي تعتمداليوم اعتمادا كليا على بنية تحتية بنيت قبل خمسين&عاما،حيث لم تشهد إيران إضافات نوعية على بنيتها التحتية منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.

إذن/ فالعالم اليوم بات يعاني من بنية تحتية&قديمة،&وهو ذاهب لا محالة إلى تجديد هذه البنية بشكل جزئي أو كامل.&وبعد أن قامت&كل&من الصين والهند وروسيا&بنهضة شاملة خلال العشرين عاما الماضية شملت تأهيل نفسها أولا من خلال بنيتها الداخلية وجدولة ديونها العامة وترميم كفاءة&طاقاتها&السياسية والعسكرية والاستخبارية والاقتصادية، أصبحت اليوم أكثر جاهزية لتكون&القارة&الآسيوية محضنالبنية التحتية للقرن الحادي&والعشرين،&فاليد العاملة تتمركز بطاقة كامنة في الصين والهند وباكستان والفلبين وإندونيسيا وسيرلنكـا وتايلند&وماليزيا،&والعقل المبدع والمصنع يتمركز أيضا في دول عدة ككوريا الجنوبية&واليابان&والصين وروسيا. أما عن الميدان السياسي فقد أثبتت آسيا جانبين مهمين: الأول هو في الشراكة الدافئة مع السعودية&عبر عقود وعدم&التداخل المباشر مع&مصالحها،ودول عملاقة&مثل الصين واليابان وكوريا والهند باتوا سوقا مستهدفة لدى النفط&السعودي،&وروسيا شريك المهنة&هي فيتوافق&تام&مع المملكة&في إدارة&سوق النفط. وأما الجانب السياسي الآخر فهو قدرة آسيا&على&تغيير المعادلة السياسية كما حدث في سوريا بغض النظر عن رضا المملكة من عدمه حول التدخل&الروسي،&إلا أن ذلك أثبت أن الجانب الآسيوي لديه الكفاءة&الواعدة&مستقبلا في أن يكونشريكا&جنبًا&إلى جنب مع الرافد&الغربي في الأمور السياسية.

وتأتي القضايا&الأخرى&كخارطة طريق الحرير الجديدة التي أطلقتها الصين في عام 2017 وتتضمن حزاما جديدا لطريق الحرير البري والبحري&الذي سوف&يغير كثيرا من نمو&بلدان كثر سلبا وإيجابا&حيث يمر بأكثر من 65 دولة&ويعيش&فيها أكثر من 4 مليارات نسمة.

إذن فنحن أمام مرحلة نوعية&أمام المملكة في تحقيق رؤيتها&الشاملة&ستثمل&بداياتها الجولة&الكبيرة&لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لآسيا والتي ستتوزع أهدافها على القضايا السياسية&والتجارية،&الأمر الذي يخبرنا عن مدى تعقيد المرحلة المقبلة للخارطة&التجارية،&ومدى&التغير الذيسيطرأ&على كثير من المصالح المشتركة لدول العالم الأكثر أهمية.&وأخيرًا: فإن هذه الجولة الكريمة ستحمل آمالا كبيرة بأن تكون المملكة العربية السعودية ضمن مقصورة القيادة التجارية كما ستعزز موقعها السياسي والاستراتيجي في المنطقة.

كاتب سياسي سعودي