كنت ممن ابتهج باندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الشاه ولكن دون&أن&اعرف دور&الملالي&في ذلك التحرك. كان ما اهتم&به&دور حزب&توده&والحزب الكردستاني&الإيراني&ومئات المعتدلين المستقلين من&الإصلاحيين. وقد فوجئت حين قفز&خميني&على السلطة كلها حال عودته من باريس. ومن المفارقة&أننيلم&أكن&اعرف عن مكانته رغم انه قضى في العراق سنوات طويلة. ومن اغرب الصدف&أنني&كنت على نفس الطائرة القادمة من بغداد لباريس دون&أنادري بوجود هذا الشخص ، فقد تبين انه كان في موقع خاص علويّ من الطائرة. وعندما توقفت الطائرة رأيت معمما ينزل وشله من المستقبلين،&فإذابه&خميني.&ويذكر&الكونت&(دي&مارانش)&مسؤول&المخابرات الخارجية الفرنسية عهد ذاك&أن&الحكومة الفرنسية كانت منقسمة حول استقباله ، ما بين موافقة الرئيس والخارجية ومعارضته الداخلية والمخابرات.&

تلك الثورة سرعان ما كشفت عن هويتها الحقيقية ، حين&أقام&خميني&نظام ولاية الفقيه بعد&أن&كان يقول في باريس للصحافة ، إنه يريد ديمقراطية كما في فرنسا. سارع الفقيه&إلى&محاربة&الأكراد&وحزب&توده&واللبراليين وحتى كبار الشخصيات مما جعلني نادماً على&التأييد&الأولي.

ثم شن صدام حربه الحمقاء خوفاً من اندلاع حركة مماثلة في العراق ، وقد برر هجمته بمناوشات&إيرانية&على الحدود وتصريحات رسمية&إيرانية&ضد العراق والعرب وفعاليات بالبحرين والالتزام باحتلال &جزر&الأمارات&الثلاث. فاجأتني الحرب ولم تحدث لها تداعيات مباشرة في منظمة اليونسكو ، حتى انسحاب العراق بعد حوالي العامين&وإصرار&خميني&على مواصلة الحرب ست سنوات&أخرى. كنت&أتمنى&أن&تتخلص&إيران&من هذا النظام الرجعي ولكن ليس بالحرب، واتجهت&أن&أقوم&بقسط متواضع من اجل المصالحة والسلام. واقترحت على الحكومة العراقية . استضافة فريق من&أهمشخصيات اليونسكو ، ومن مختلف القارات ، هم وزوجاتهم. وقد تم ذلك وكانت&الأحاديث&والندوات كلها تدعو&إلى&السلام. وبعد العودة اقترحت&إقامةندوة دولية في اليونسكو تدعو لوقف الحرب والمصالحة . وقد خصصت الحكومة ربع مليون دولار للندوة. وقد اتصلت شخصيا بشيخ&الأزهر&الذي&أوفد&لباريس احد مساعديه. واخترنا رجل السلام البريطاني&ماكرايدوعشرات من الشخصيات العربية. واستمرت الندوة بضعة&أيام&وأصدرت&نداءً من اجل السلام. لكن الحرب استمرت&برفض&إيران&الخمينية&، التي رفعت شعار (طريق القدس عبر كربلاء)&... ولابد من ذكر&أن&الفريق&الأكبر&من اليساريين العراقيين هم&أيضا&أيدوا&استمرار الحرب بذريعة&أنها&الطريق الوحيد&لإسقاط&نظام صدام&. وقد انشق فريق معارض يدعو لوقف الحرب&لأنها&تنهك البلدين والشعبين وان السلام لا يحول دون مواصلة المعارضة ضد النظام العراقي.

ومما اذكره&أيضا&انه في&أخر&مؤتمر عام لليونسكو حضرته(1991) ترأست الوفد العراقي بعد سفر الوزير. وجاءت المرحلة&الأخيرة&كي تصوت الوفود على قوائم المرشحين للمجلس التنفيذي(كنت عضواً فيه) . وكانت&إيرانمرشحة، وسبق&أن&فشلت في مرة سابقة ، وكان جلوس وفدنا&إلى&جانب الوفد&الإيراني&وذلك حسب ترتيب الحروف الهجائية. فوضعت عبارة (نعم)&إلىجانب اسم المرشح&الإيراني، ووجدت احد&أعضاء&الوفد&الإيراني&يطل&برأسهليرى ما اكتب، فسمحت له بذلك. وجاء دوري فحملت ورقة&الإجابة&إلىصندوق الانتخابات. وفي اليوم التالي التقى&بي&الرجل في دورة المياه وقال( هل&أنت&شيعي)؟؟؟ فقلت(عراقي كما تعرف). كان موقفي بدافع&أن&كل شيء يجب بذله&لإزالة&التوترات وخلق مناخ ايجابي بين البلدين.

الخاتمة

أن&الشعب&الإيراني&ذو حضارات عريقة ودور هام في تطوير الفكر&والأدبفي المنطقة.&أن&هذا الشعب وقواه الحية&وإيران&كدولة، لا يستحق&أن&تكون نتيجة ثمرات الثورة والتضحيات مثل هذا النظام الغاشم.&

فلنأمل&أن&يعود&إيران&إلى&لعب دور ايجابي في المنطقة والعالم ،&أما&دعاة العصمة لولاية الفقيه فهم&أعداء&مصالح&إيران&ومصالح شعوب المنطقة.