الأنظمة&الدكتاتورية تفعل ما تشاء ، ولا تطيق المعارضة وتكتم&الأنفاس&، وقد تحكم&بالإعدام&بشكل عشوائي. وقد تقود البلاد&الى&حروب ومتاهات ومنزلقات بلا حسيب من مؤسسات راسخة ، تحاسب وتلجم.&والأمثلة&كثيرة في البلدان العربية واسيا&وأمريكا&اللاتينية&وأفريقيا.

وقد وصل الغرب&إلى&دوله الديمقراطية بعد قرون&وأجيال&من الصراعات وجدال وتضحيات. فاستقرت المؤسسات التشريعية&والتنفيذية وجرى تشريع القوانين&وأطلقت&حريات المواطنين&والأحزاب&والصحافة لتحاسب وتراقب. ومضت غالبيتها الساحقة&إلى&إلغاء&حكم&الإعدام&من منطلق مثالي وكرد فعل لممارسات&الأنظمة&الفاشية والدكتاتورية وذهب الاتحاد&الأوربي&إلى&إلغاءالحدود في اتفاقية معروفة. لقد نشر الكاتب الفلسطيني خالد الحروب قبل سنوات عديدة مقالاً تأمل فيه في قوانين ومؤسسات وممارسات الدول الديمقراطية، فوضع يده على ما اعتبرها ثغرات كبرى بفعل هوس الديمقراطيات الكاملة الشاملة ومن منطق معاكسة الدكتاتوريات. وقال المقال ،&أن&هذه الثغرات خطيرة وهي بمثابة الحبل الذي تشنق&به&الديمقراطية نفسها.&أتذكر&ذلك المقال اليوم بمناسبة السجال الدائر في دول الاتحاد&الأوربي&حول الموقف من مجموعات&الداعشيين&من حاملي جنسياتها والموجودين&أسرى&في سوريا لدى المعارضة، هل يجب قبول عودتهم لبلدانهم ومحاسبتهم هنا&أم&تركهم للمحاكمة في سوريا والعراق. وزير الداخلية الفرنسي قال عن&الداعشيين&الفرنسيين إنهم&أولا&فرنسيون قبل&أن&يكونوا إرهابيين، ولا يجب تركهم&لأحكام&الإعدام&والقتل في سوريا والعراق. هذا الموضوع دقيق ومتشعب ،&ويجب معالجة كل قضية على حدة. فالذين ثبت فعلاً اقترافهم جرائم كبرى في سوريا&أو&العراق يجب محاكمتهم هناك،&وأماالفرنسي&أو&الانجليزي&أو&ألماني&الذي ليست ضده&أدلة&بليغة فيعاد&إلى&بلاده ويخضع للرقابة والمحاسبة.&وأما&الخطر&فهو&من عودة مجرمين كبار، تصدر بحقهم&أحكام&ملطفة، وسرعان ما يعودون&إلى&ممارساتهم الدموية.&وإلغاءحكم&الإعدام&هو بحد ذاته يحتاج&إلى&تأمل فثمة جرائم وحشية للغاية يستحق مرتكبيها هذا الحكم كانتهاك&الأطفال&وقتلهم،&أو&تعذيب الغير حتى الموت.&وأحكام&الإعدام&يجب&أن&تنحصر في نطاق ضيق جداً ومع ضوابط . واذكر انه بعد سقوط النظام&البعثي&طالب لفيف من المثقفين&بإلغاء&حكم&الإعدام وكنت معارضاً.

وأما&عن اتفاقية&شينغين&الأوربية&فأنها&سمحت،&لعدم وجود ضوابط حتى للمجرمين والمهربين&والإرهابيين&بالتجول بكل حرية. والمطلوب اتفاقية جديدة لتجنب هذه المحاذير. الموضوع متشعب ولعل غيري سيناقشه هو&الآخر.