الصراع على السلطة والنفوذ:&

عزز الواقع الجديد&في&إقليم كوردستان&من جديد&وخاصة بعد إجراء الإنتخابات الاخيرة&والتي جرت&في ظل جو من&(التفاؤل المشوب بالحذرو الخوف والترقب&)&بان من&(المستحيل) ان يُدارالإقليم من قبل حزب&حاكم&واحد , حتى وان حصد هذا الحزب اكثرية المقاعد البرلمانية&, لان اساس الصراع&والإقتتال&الكوردي&الداخلي منذ التسعينات ولحد هذه اللحظة ناجم عن عاملين رئيسيين مترابطين :&

1 ـ&الصراع على السلطة والنفوذ بين الحزبين&الرئيسيين&( الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني ) ,اللذين يقتسمان السلطة&والثروة&ويحتكران صناعة القرار المتعلق بحاضر ومستقبل الإقليم (&أرضاً وشعباً&).&

2 ـ&التدخلات الإقليمية&للدول المجاورة &وتحديدا ( إيران وتركيا ) في&الشؤون&الداخلية لإقليم كوردستان&.&

وعليه&إن&العقبات الماثلة امام تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة&(مسرور بارزاني)&تؤكد&من جديد صحة تحذيراتنا السابقة :

ان رفض سبيل السلم والمصالحة الحقيقية بين&(الاخوة الاعداء)&, سيعرض الإقليم لاشد المخاطر وفي مقدمتها التدخلات&الإقليمة السافرة&في الشؤون الداخلية&, وسيؤدي حتما الى ارتهان القضية الكوردستانية&للقوى&الإقليمية&كما حصل سابقا والتي لا مصلحة لها في حل النزاع بين الاحزاب الكوردستانية واستتباب السلم الحقيقي في كوردستان&وتوحيد الادارتين( اربيل و السليمانية )&بشكل فعلي , ولا في تطويرالإقليم وازدهاره من جميع النواحي&( الاقتصادية والسياسية والامنية والثقافية )&...&&

اذا صفعك احد فلابد ان ترد له صفعتين&:&

بعد اكثر من 27&عاماً&&على انتفاضة اذارالمجيدة&والمكتسبات التي حققها الشعب بفضل تضحياته&الكبيرة والغالية&,&واكثر من 155يوماً&على إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية الاخيرة&التي جرت في 30 ايلول 2018&,&يدخل الإقليم&من جديد&مازقاً&&حقيقياً&&وذالك لعدم&إيمان الاحزاب&الرئيسية&وتحديدا ( الديمقراطي والاتحاد )&بمشروعية الانتخابات&ونتائجها&من جهة&,وعدم&ايمانهم&بالمنهج&الديمقراطيالحقيقي&وبمنهج&التداول&السلمي للسلطة&و( ربط الممارسة الديمقراطية بالعدل الاجتماعي&والسياسي&وبالحقوق والحريات العامة )&,&وان&الأحداث الفعلية والواقعية على الساحة الكوردستانية ،&تقول لنا حقيقة مفادها :&إن&نظرية سيطرة&الأقوياءُ&على&الضعفاءَ&ومحاولة ابتلاعهم والتهديد باستخدام القوة&والانفراد بالسلطة&أقوى&من&قوة المنطق&والاعتراف بحق الآخر في الشراكةالحقيقية&, وان مقولة(&اذا صفعك احد فلابد ان ترد له صفعتين)&هي&النظرية&السائدة&بين&(الاخوة الاعداء)&وهي أبشع صور القهر وفقدان الحرية.

رد فعل&ثأري وعقابي :&

ان ما يقوم به الديمقراطي الكوردستاني&تجاه&(حليفه وغريمه السياسي&ـ الاتحاد الوطني )&هو رد فعل&ثأري وعقابي&بكُلِّ معنى الكلمة&,&وخاصة بعد ان&اعتبر الديمقراطي&ان ترشيح&(برهم صالح&)لمنصب رئيس الجمهورية تم بشكل فردي من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني ، وان الديمقراطي سمع من خلال الاعلام بان الاتحاد&الوطني&رشح برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية.

وعليه&يرى&الديمقراطي&الكوردستاني&ان&الاتحاد الوطني هو من بادر&أولاً&بالغاء&الاتفاق&الاستراتيجي&السابق بين الحزبين&(نهائيا)&, وذالك&بتفرده بقرارات مصيرية&ذات البعد&(الوطني&) ,لا يمكن اقرارها دون اجماع&(وطني)&واتفاق بين القوى السياسية&الرئيسية&، وعليه ان اي محادثات&حول تشكيل حكومة الإقليم&ستبدا من&(الصفر)!!

ومن الجدير بالذكر&إن&الساحة السياسية في&إقليم كوردستان&شهدت &تصدعا&منذ&أزمة&إستفتاء&إنفصال الإقليم&, حيث أطاحت الازمة &بالاتفاق الاستراتيجي بين ( الديمقراطي والاتحاد )&, وظهر ذلك جليا في انتخابات سبتمر 2018&وثم بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات و&حسم منصب رئيس الجمهورية&لمرشح&الاتحاد الوطني&&الكوردستاني (برهم صالح ),&واخيرا الاتفاق&الثنائي&بين&(&الديمقراطي&وحركة التغيير)&بشأن الاستحقاقات الانتخابية ومشاركة الطرفين&في الكابينة الوزارية التاسعة لحكومة الإقليم&والذي خلق ازمة سياسية حادة بين&(الاتحاد و الديمقراطي)&من جهة , و(حركة التغيير والاتحاد ) من جهة ثانية&( طبعا على اساس المغانم&والمصالح الحزبية&)..

إقليم كوردستان مُعرض لمخاطر كبيرة :&

يعرف الجميع إن الاتحاد الوطني الكوردستاني، الذي&ينافس الحزب الديمقراطي الكوردستاني&ويتقاسم السلطة والامن والنفوذ والاقتصاد معه&لايمكن لاي حزب الغائه وتهميشه&على حساب حزب او طرف اخر&والا سيكون الاقليم معرض لمخاطر كبيرة وفي مقدمتها :&تعميق حالة&التشتت&والضياع&وتمزق الإقليم&بشكل فعلي ,وخاصة&في ظل امتلاك&الاتحاد الوطني اسوة بالديمقراطي الكوردستاني&أدواته&العسكرية&المؤثرة ومقاتليه&، فضلا عن النفوذ والمال والثروة ,&إضافة إلى الدعم&(&الإيراني&ـ العسكري والسياسي والاقتصادي&)&.

ومازال&الجميع يتذكّر الاحداث الدامية&التي شهدتها كوردستان&اواسط التسعينات من القرن الماضي&عندما استعان ( الاتحاد الوطني &الكوردستاني ) بالدعم العسكري الإيراني , واستدعى الديمقراطي&الكوردستاني&قوات&(صدام حسين&)&لمطاردة مقاتلي الاتحاد&الوطني&في اربيل في &31 اب 1996 ...&وعليه تم&تقسيم الإقليم الى&إدارتين وإرادتين&بشكل فعلي&...&&

تعديل قانون رئاسة الإقليم :&

صرح&(اوميد&خوشناو)&رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني قبل&أيام&: إنه في حال عدم&حضور كتلة الاتحاد الوطني في البرلمان &,&سيتم تعديل قانون&(رئاسة الإقليم&)&بدون موافقة الاتحاد&الوطني ...!!&, في حين يعرف&(خوشناو )&وحزبه&جيدا بان تمرير&قانون (رئاسة الإقليم )&بدون موافقة&(شريكه&وغريم&)حزبه التقليدي (الاتحاد الوطني&)&سيكون خطوة فاشلة و&بداية لدفع&الإقليم عمليا نحو&الهاوية والفوضى العارمة ...&!

صراع من اجل المغانم :&

يعرف الجميع&ان الصراع في&إقليم كوردستان&هو صراع&علني بين ( الديمقراطي والاتحاد )&&للاستحواذ&على ثروة الشعب&وزيادة البحث عن المغانم&,&وان استعداد الديمقراطي الكوردستاني لحسم مسالة محافظ كركوك مع الاتحاد الوطني مقابل&تسليمه&ملف النفط في كركوك خير دليل على ذالك , حيث&وضع الديمقراطي الكوردستاني&شرطين اساسيين&للموافقة على التنازل عن منصب محافظ&كركوك للاتحاد الوطني&:&الشرط الاول هو&:&تسليم الإشراف على الابار النفطية في(&باي حسن وهافانا&)&في كركوك&لشركة&(&كار&كروب &ـ&KAR GROUP),&والشرط الثاني يتمثل بالدخول&معًا.بقائمة واحدة في انتخابات مجالس المحافظات القادمة ...&!!

الديمقراطي الكوردستاني لا يستطيع إدارة مناطق السليمانية :&

تجربة السنوات الماضية تقول لنا : بدون&(اتفاق&حقيقي) اي بدون ( تقسيم المغانم بشكل متساوي )&بين ( الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني)&, لايستطيع الديمقراطي أن يدير مناطق السليمانية , فللاتحاد الوطني قوة رئيسية وله نفوذه وقواته العسكرية وعليه يجب ان يتعامل معه كشريك&اساسي&في توزيع المغانم ...!!

وان&تصريح&القيادي&في&الاتحاد الوطني&الكوردستاني،&(غازي كاكائي)&قبل ايام عندما قال : ستفشل حكومة إقليم كوردستان في حال اذا شكلت دون مشاركة حزبة ـ دليل اخر على&هيمنة&وتفردالحزبين&الرئيسين&على&مقاليد&السلطة&و&مقدرات&الإقليم&( الديمقراطي في اربيل و الاتحاد في السليمانية ) ...&

عدنا القوة وماننطيها&:&

إن&عملية&الإنتخابات&في أقليم كوردستان&لا&تجري&من اجل&السماح للفئات المختلفة بالمشاركة في الحكم&, &ولا&من اجل&إعطاء الشرعية للحكومة,&ولا للسماح بتناوب الائتلافات الحاكمة,&وانما&تجري&من اجل خداع الرأي العام المحلي&والدولي ,&لان النخبة الحاكمة والمتسلطة على رقاب الشعب&تُؤمن بنظرية&(&لو العب&..لو أخرّب الملعب) والمشتقة من&نظرية&( عدنا القوة وماننطيها )&ونظرية (التسلطية&الحزبية&) المقيتة....&

وعليه&اصبحت الانتخابات مسرحية&حزبية&هزيلة ولعبة مملة ومعروفة&النتائج قبل إجراءها&وخاصة بعد ان اصبح توريث الحكم&والسلطة&في إقليم كوردستان&أمراً واقعاً&...

خلاصة الكلامة :&

ليس&هناك&قوة&سياسية&في إقليم كوردستان&قادرة على&إزالة العقبات ومعالجة المشاكل واخطاء&(بناء&وتأسيس&الإقليم)&على اساس(المصالح الشخصية والمحاصصة الحزبية)&بعد عام 1991 , لان الاحزاب الكوردستانية اثبتوا بانهم غير مستعدين اصلا لخسارة قوتهم ونفوذهم ومناطقهم&وثرواتهم&لصالح سلطة مؤسساتية&وديمقراطية&حقيقية&تخدم الشعب ,&وعليه&سيبقى الوضع كما هو&عليه الآن&:&(نفس الطاس&...ونفس الحمام)&, والحل الوحيد لإزالة هذه العقبات والمشاكل بيد&(الشعب )..

ويبقى السؤال الأهم&:&إلى متى يبقى&الشعب مقّسماً&على نفسه&، مفتتا ، متشظيا ، وفي افضل الاحوال&ساكتاً&,&وبعض فئاته و شرائحه متناحرة بكل ضراوة و دموية&في&خنادق متعادية&على&أسس&حزبية ومناطقية و مصلحية؟