مع توالي المعركة الفاصلة في الباغوز& بريف دير الزور التي هي بمثابة الجيب الداعشي الأخير& في مناطق شرق الفرات تأتي مشاركة مجموعة من قوات مكافحة الاٍرهاب التابعة للإتحاد الوطني الكردستاني القادمة من مدينة السليمانية في كردستان العراق في المجهود الحربي ضد الدواعش هناك لتثبت مرة أخرى حقيقة أن القوات الكردستانية ( وحدات حماية الشعب والمرأة وإطارهما العام : قوات سورية الديمقراطية وقوات البيشمرگة والگريلا ) شكلت ولا زالت رأس حربة مقارعة الاٍرهاب مقدمة التضحيات الجسام في سبيل دحره وقطع دابر& خطره الكوني الداهم .
ولا ريب أن هذه الخطوة تعيد إلى الأذهان الموقف التاريخي للإتحاد الوطني الكردستاني في دعم وإحتضان ثورة روژ آڤا في كردستان سورية ومنذ إرهاصات تبلورها وإنطلاقها عبر مختلف أشكال الدعم سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً وكاتب هذه السطور كان مواكباً منذ البدء لهذه الصيرورة التصاعدية للإسناد بلا حدود حيث سخر الإتحاد كافة طاقاته وإمكانياته في سبيل تعضيد التجربة التحررية في روژ آڤا وصونها إذ ليس سراً أن داعش كان قاب قوسين من إحتلال كامل مدينة كوباني لولا التدخل الإسعافي العاجل للإتحاد الوطني وخاصة عبر جهاز الأمن والمعلومات ومكافحة الاٍرهاب لمد المقاومين الأسطوريين في المدينة بالعتاد والسلاح عبر الطائرات الأميركية بتنسيق مباشر من قبل ذاك الجهاز ومسؤوله السيد لاهور شيخ جنگي مع واشنطن الذي يعد مهندس علاقة العم سام مع كرد سورية ما شكل بداية وتوطئة لنشوء العلاقات بين وحدات حماية الشعب والقوات الأميركية وتطورها فيما بعد الأمر الذي ساهم لاحقاً في تشكيل التحالف الدولي ضد الاٍرهاب الذي كما هو واضح الآن في الباغوز& شكل الكرد رأس هرمه وقاعدته المتينة ميدانياً وسياسياً في حين أن مختلف القوى الإقليمية استثمرت في داعش وأخواته من جماعات إرهابية واستخدمتها بالدرجة الأولى ضد الكرد وضد تجربتيهما الديمقراطيتين إن في كردستان العراق أو في كردستان سورية .
فالإتحاد بذلك إنما يثبت مضيه في خطه الكردستاني رغم الضغوط الهائلة التي تعرض ويتعرض لها على خلفية مواقفه الداعمة لنضال الكرد وحقوقهم في الأجزاء الأخرى من كردستان سيما دعمه السباق واللامحدود لتجربة كردستان سورية وهو بمواقفه هذه شكل عقبة في وجه محاولات القوى الإقليمية والإرهابية للإستفراد بالكرد في سورية ومحاولة خنق تجربتهم وعزلهم عن محيطهم الكردستاني الكبير .
والحال أن الإتحاد الوطني الكردستاني& عبر مشاركته الحالية في معركة الباغوز& عبر مرة أخرى عن كنه الموقف الحقيقي& للكرد& في كردستان العراق حيال كردستان سورية وليبقى سواد الوجه وعار الإصطفاف في خندق أعداء الكرد والديمقراطية لمن إستقبلوا وفد محتلي عفرين من الإئتلاف "السوري" إستقبال الفاتحين وتحت قبة برلمان كردستان العراق ويا للعار .