نشأ جيلنا على شعارات القومية العربية،&والوحدة،&ومررنا بكل المحاولات الفاشلة لتوحيد الأمة العربية،&كنا ننام &ونصحو علىشعارات الوحدة والمجد والكفاح، وكانت&أقوى&إذاعة عربية وقتها إذاعة صوت العرب تختم إرسالها قبل الفجر بشعار أمجاد ياعرب أمجاد!.

فشلت وحدة مصر وسوريا في زمن جمال عبد الناصر،&وكل ماتلاها من وحدات،&مصر وليبيا وسوريا والسودان، &ثم&مصر والسودان،&وفشل التكامل بين مصر والسودان&في عهد السادات ومبارك،& ولم نعد نسمع شئ عن الاتحاد المغربي،&وبات مجلس التعاون الخليجي مهددا بعد &الانشقاقات&والاختلافات، باختصار&لم يستطيع العرب على&مر تاريخهم التوحد رغم وحدة اللغة والدين والثقافة.!!

أين نحن&من كل هذا&الآن&؟،&ولماذا كل هذا الفشل؟،&وماذا تبقي للمواطن&العربي يفتخر به من عالمه الذي يمتد من&المحيط للخليج؟

لم يعد هناك الكثير مما يتمسك به&المواطن العربي في وطنه الكبير&بعد&أن ضرب تسونامي&الحروب&والفتن المنطقة العربية، &فالموجات الارتدادية التي تولدت عن هذا التسونامي&سببت حالة من اليأس "وصدة&النفس"عند المواطنين، &تلتها موجات النزوح الجماعي للاجئين التي امتدت إلى العديد من الدول خاصة الدول الأوربية، وما نتج عنها من تبعات غيرت وجه العالم،&وكشفت الكثيرعما يضمر داخل&النفس البشرية فبعد مظاهر الترحيب والتسامح والإنسانية &التي اظهرها الأوروبيون، تحول كل ذلك إلى&عنصريات بغيضة تبطش بكل ماهو مختلف عنها أو ضدها.

بالتأكيد لم يكن لنزوح البعض من بؤر القتال &خيار&آخر،&وهو خيار ضمنته منظمة الأمم المتحدة&ومفوضية اللاجئين للمتضررين من الحروب،&وضمنته كل الأعراف الإنسانية والأخلاقية، لكن أوربا التي رحبت &بهم في البداية &عادت ورفضت الفكرة،&وانقسمت الدول وصعد التيار اليميني المتشدد على&حساب هذه الظاهرة،&وبات اللاجئون العرب في أوربا غير مرحب بهم ومهددون بالترحيل!

إن نظرة على&الوضع الحالي،&وما يحدث في الجزائر و السودان &وسوريا واليمن وغيرها،& نجد أن هناك فشلا ذريعا في قدرة المنظومة العربية على&إيجاد حلول للمشاكل العربية الطارئة،&أو حتي المزمنة ، وتحولت الجامعة العربية إلى منظمة ترفيهية تعقد مؤتمرات،&وتصرف مرتبات،&وتنظم رحلات &وتقيم&ولائم فاخرة لا لشئ اكثر من الترفيه عن العاملين فيها، فهذا الفشل من ذاك الفشل فهي لم تستطيع &منذ تأسيسها علي القيام&بدور واحد في حل أي مشكلة عربية،&ولا& أن تكون جسرا للتفاهم في علاقة الإنسان العربي بأنظمته الحاكمة.

&أيضا&&هناك الكثير من الاختلاف الشديد بين نظرة الحاكم لشعبه،&ونظرة المواطن العربي لحاكمه،& إن تمسك المستفيدين من حماية الحاكم لهم ولمصالحهم تجعلهم يستميتون في الدفاع عنه، وستبقي أزمة الجزائر حاضرة في التاريخ العربي لوقت طويل،فكيف لرئيس أصيب بمرض عضال ولا يستطيع الحديث أو الحركة أن يحكم بلدا ثوريا كبيرا كالجزائر؟!!،& لكن الشعب قاوم هذه الإهانة سواء له أولرئيسة وحسم الجيش القضية بعد أن أصبحت&القضية أضحوكة يتحاكي بها الناس&فانحاز الجيش للشعب علي الأقل حتي الآن وتحمل مسئولياته ودافع عن سمعته ولم يسمح&لأحد أن ينال منه،&لكن جماعات المستفيدين&،&ورجال الأعمال الفاسدين ما زالوا في المشهد ولم تتم محاسبتهم.

السودان يسير في نفس المأزق،&الشعب يرفض عمر البشير والبشير يقاوم& ومن ورائه جماعات المنتفعين تؤيده &وتناور وتحاور من اجل بقائه على&الكرسي،&لكن الشعب السوداني الطيب المتسامح يتوق إلى الحرية والتجديد.

المصير الذي ينتظرنا جميعا إذا ما واصلنا السير مع حكامنا في نفس طريق الهوان وبنفس الأفكار الديكتاتورية القمعية ليس له إلا نهاية واحدة معروفة وهو&الضياع والزوال، &ولم يكن مشروع صفقة القرن،&وتشكيل المنطقة العربية وفق أيديولوجيات &خارجية،وضياع الجولان،&وربما أراض&عربية&أخري إلا هزيمة عربية دون حرب، &&فأولوية حروب الحكام العرب&كانت ومازالت&هي مع شعوبهم،& وكأننا مازلنا نعيش في العصور&الوسطى،&وما كنا نصل إلى هذه الحالة من الضعف والخذلان إلا بسبب تعميم الجهل،&وإهمال التعليم،&وإفساد الإعلام،&فبات المواطن العربي مكلوما تائها تغيب عنه الحقيقة، وليس له الحق أساسا في إبداء الرأي.

&لابد من إعادة تشكيل النظام العربي على&أسس يكون هدفها الأول هو المواطن والاستفادة من قدراته، وخلق وتدعيم جيوش من المتعلمين للنهوض بالأمة، &عندها فقط يمكن أن تنهض الأمة من جديد وهذا ليس مستحيل فحركة التاريخ متغيرة وكثير من الأمم والحضارات السابقة تراخت لحقب طويلة ثم عادت ونهضت من جديد.