منذ بداية عهد حکم رجال الدين&المتشددين&في إيران، فقد إتبعوا نهجا متميزا يسعون من خلاله للإمساك بالعصا من الوسط، فهم يميلون للمتطرفين والارهابيين ساعة الضرورة کما إنهم يظهرون أنفسهم بالمتسمکين بالقوانين والانظمة المرعية على الصعيد الدولي، وهذا النهج&الذي&ساهم&الى حد کبير في التغطية على الوجه الحقيقي والواقعي&، قد&أرسى دعائمه مٶسس النظام الخميني، وهو أمر من المفيد جدا الانتباه له وأخذه بنظر الاعتبار.

إثبات حقيقة إرساء الخميني لنهج إمساك العصا من الوسط، يتوضح من خلال الرسالة التي&بعث بها مهدي هاشمي&الذي کان مسؤولا لحرکات التحرر في الحرس الثوري الايراني&في بدايات تأسيس النظام، الى آية الله منتظري نائب الخميني وقد ورد فيها بالنص:(&العلاقة مع هذه الجماعة"يقصد الجهاد الاسلامي"، &بدأت في إحدى اللقاءات التي کانت لنا مع حضرة الامام و سماحته قال في&جمع من مجالس قيادة الحرس الثوري: بخصوص تصدير الثورة يجب أن تتحوطوا من ذلك کثيرا کي لاتتأثر سمعة الجمهورية الاسلامية، لکن في أية زاوية من العالم &إذا مارأيتم في أي بلد طاغوتا من الممکن إسقاطه فإفعلوا ذلك)، الخميني يحث هنا وبوضوح على تصدير&الثورة(أي التطرف الديني والارهاب)، ولکن بشرط التحوط کي لاتتأثر سمعة الجمهورية الاسلامية، والذي يلفت النظر هنا إن مهدي هاشمي يستطرد قائلا:(&ولذلك، وقبل قتل السادات، إرتبطنا بهؤلاء الاخوة وکنا على إطلاع وعلم بقرارهم"إي قرار إغتيال السادات"، وارسلنا لهم مبالغ من المال لکننا تعجبنا من إمتناع هؤلاء الاعزاء عندما قاموا بإرجاع الاموال و طلبوا منا فقط ان يدعو لهم حضرة الامام بالموفقية) ويضيف في مقطع آخر&من الرسالة وهو الاخطر ماجاء فيها:&:( بعد الموفقية في العملية"أي عملية إغتيال السادات" التي جائت متطابقة مع ماتفضل به سماحة الامام، قمنا برفع&التقرير المفصل للعملية و الذي کان قد ورد اولا الى حضرة حجة الاسلام و المسلمين سيد علي الخامنئي حيث قام حضرته بإرساله إلينا وانا قمت بتقديمه الى حضرة الامام و حضرتکم)!

من خلال&ماجاء في الرسالة أعلاه والتي تميط اللثام عن فترة مهمة وحساسة جدا من&تأريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإنه يتبين بأن المرشد الاعلى للنظام على إطلاع کامل&بمجريات الامور الامنية الحساسة وخصوصا فيما يتعلق بتصدير التطرف الديني والارهاب والذي يصفونه في أدبياتهم"تصدير الثورة"، لکن الذي يجب الترکيز عليه هو توصيات الخميني بالتحوط من ذلك&لکي&لاتتأثر سمعة الجمهورية الاسلامية، وهذا يعني بأنه يدرك&جيدا بأن مايفعلونه عمل خاطئ وغير قويم ولذلك فإنالسعي من أجل التغطية على کافة النشاطات الارهابية&والمشبوهة&أمر يتم مراعاته ولعل &مجزرة صيف عام 1988، التي تم خلالها&تنفيذ حکم الاعدام بثلاثين ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار&منظمة مجاهدي خلق والتي&بذلت محاولات مستميتة من أجل إخفاٶها من دون جدوى، هي&أبرز مثال على ذلك،&حيث إن طهران تحاول دائما الامساك بالعصا من الوسط کما وصاهم الخميني ويلتزمون به.

تداخل العوامل السياسية والاقتصادية والظروف والاوضاع والتطورات الدولية والاقليمية مع بعضها، الى جانب سياسة الاسترضاء والمسايرة التي إتبعتها البلدان الغربية عموما والولايات المتحدة الامريکية خصوصا مع طهران، سمح لآيات الله الحاکمين في إيران ولأعوام الطويلة بالاستمرار في الامساك بالعصا من وسطها، ولکن الذي جرى خلال العام&2018، بصورة خاصة عندما سعت المخابرات الايرانية الى&تنفيذ سلسلة عمليات إرهابية إستهدفت&من ضمنها&التجمع&السنوي العام للمقاومة الايرانية في&تلك السنة الى جانب إستهداف&معسکر أشرف 3 في ألبانيا، والملفت للنظر هنا إن السفارة الايرانية في النمسا وکذلك السفارة الايرانية في ألبانيا&قد&تورطتا في العمليتين کما قد تم الاعلان من جانب السلطات المعنية في تلك البلدان، وإن&القرار الذي أصدره الاتحاد الاوربي بإدراج القسم الذي&أشرف على تلك العمليات ضمن قائمة الارهاب،&قد کان بداية التلميح الغربي&غير العادي لطهران بأنهم يمسکون بالعصا من طرفها المريب، والذي زاد من قوة هذا التلميح&صدور تصريحات ومواقف غربية باتت تشکك بمزاعم الاعتدال في إيران&وحتى إنها وصلت الى حد توجيه أصابع التشکيك لحسن روحاني، وهو ماقد&وضع&طهران في زاوية أضيق من أي وقت آخر وقد إزدادت ضيقا بعد قرار واشنطن بإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب&والذي تم الترحيب به&رسميا&من جانب العديد الدول العربية فيما&تنفستالبقية الصعداء لکونها قد وضعت حدا لضحك طهران على ذقون المنطقة والعالم،&لکن الذي يسبب الالم ويضاعف الصداع لآيات الله في طهران هو إن&منظمة مجاهدي خلق کانت&الجهة الوحيدة التي کانت تٶکد دوما على إنه لايوجد أي إعتدال أو وسطية في إيران&وإن&عصا الخميني کذبة وأشبه&مايکون بناطور الحقول&من أجل ممارسة الخداع والتمويه على العالم.