التسويف والتأجيل والقسوة&والتحقيق قبل الإحالة&والأعفاء&والأفراج والأقرار وإسقاط التهم مازالت من أُسس العدالة التي أُدخلت الى المجتمعات في عالم مشوه بالأطماع والمصالح الشخصية.&فمن خنق العدالة الإنسانية؟ &

غنى وفقر العدالة المهزوزة في عالم تعرض لهزات دنيوية جعل العدالة الحقيقية في مأزق ووضع قضاة تطبيقها&في مواقف تعمُها فوضى الإقرار والخوف من&إصدار الأحكام&الصحيحة.&

لنرجع الى الوراء تاريخياً&نجد أن خنق العدالة &لم يبدأ بسلطة واحدة. ونجد بإختبار&ماقاله بن خلدون&" العدل أساس المُلك " وأقوال أخرى&تعود بنا الى معرفة عميقة&عن&أسس الحكم العادل والحكم الجائر&والساكت عن الحق شيطان أخرس&؟ فسلطة القاضي هي إمتلاك&تصحيح الأمور المعوجة&وتخويله&بقوانين قيادة بسط حكمه&في القضايا&الإجرامية منها والسياسية والأجتماعية.العدالة&والمحاكم&العليا وسلطات&برلمانات الدول والمحاكم العسكرية المقامة بعد الإنقلابات العسكرية والمحاكم الشعبية وأحكامها العرفية&كلها&تداخلت&في تقييم الأدلة&الباطلة&بتدخل البرج&الأعلى&للحاكم&وبلاطه الملكي&ومستشاريه وتسفيه التحقيق&وخنقه والتفريط بالحقوق المدنية.&ومختصرها&كما نرى اليوم&أن كل السلطات القانونية مُخترقة.&

تسميم أجواء العدالة تراه في دولة الديمقراطية أمريكا&حيث معظم القضاة يخدمون المهيمن على البيت الأبيض ومن يعارض يتم عزله&.&وفي صراع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتشهيره بسلطة مجلس النواب والمحكمة العليا&وعزله للمدعي العام الأمريكي والقضاة&ورئيس مكتب التحقيقات الفدرالي ووضع&محاميه الشخصي&مايكل كوهين في السجن&يعطيك الفكرة عن مجرى العدالة البائسة.&&

الترابط التاريخي للعدالة يشهدها العالم بسيكولوجية الأقوى وتوزيع فهمه الشخصي والطبقي والعنصري والقومي لها&عند إنزال العقوبة&بأفراد. بكلمة أخرى " العدالة محاصرة " والقضاة&بجببهم وصداريهم&وقبعاتهم&يتنفسون بصعوبة بسبب العطل الذي أصاب روح&العدالة كما قال بعض السياسيين في الكونجرس الأمريكي. وسجن العدالة&في دولة كإسرائيل&مثلاً وضع الشعب الفلسطيني محاط بالجدران وخنقهداخل&ممتلكات&أرضه. & &

في العراق ظهرت &شخصيات معوجة الفكر والقرارولم تفهم من&العدالة&إلا أسوأ مضامينها كالأعدام والرمي بالرصاص وجز الرؤوس دون محاكمة. أحدهم&البغدادي و&مؤخراً " واثق البطاط ومليشياته المسماة جيش المختار"&وتهديده بهمجية لأي معارض بقلع عيونه وقطع جماجم معارضيه. أهي قراءة مستقاة من أقول الحجاج ؟ فالحجاح&بن يوسف الثقفي (41 - 95 هـ)&وفي خطبة محببة للبعض قال لأهل العراق نصاً " إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لقاطفها "&كما أشار إلى سيفه وقال&: والله لآخذن صغيركم بكبيركم , والحرُ بعبدكم , ثم لأرصعنكم رصع الحداد الحديدة، والخباز العجينة ".&

مخاطر الحقيقية تعصف بشرعية العدالة&في&عالم مشوه بالأطماع والمصالح&الشخصية وقبول البعض إنفرادية&حكم&البلاط الملكي&بعدم الإصطدام. والنقد الحالي هو&وضع سلطة&الرجل القابض للحكم نفسه في موضع القضاة. وبموجب هذه الفهم &بدأ&القضاة&رحلة العدالة &بفردية لاتستسيغها إلا المواقع السلطوية للسياسي والحاكم والقاضي ، ولعبه كل أدوار (عدالة حكم العدالة).& والملاحظ&علاقة&السلطة القضائية ووزارات العدل&انها تشهد&إضطراباً&في أداء قسم الولاء للعدل&وإبداء الرفض القاطع لتدخل&السلطة الفردية&وتسببها في&سحق حقوق الأنسان&التي أقرتها له منظمة حقوق الانسان الدولية عام 1948.&

حصار السلطة العليا في الدولة وقبضتها على القضاء الماثل للأنحناء والخوف من قسوة الطبقة السائدة المتنفذة وبطشها &يصبح ( العدل أساس الحكم ) مجرد شعار.&

كاتب وباحث سياسي