بعد مضي قرابة نصف عام على الانتخابات البرلمانية الأخيرة،&لا يزال الاتفاق حول تشكيل الحكومة يراوح في مكانه ولا دخان ابيض من مدخنة الاجتماعات التي تبدو وكأن لا نهاية لها، الامر الذي يثير غضب واستنكار الشارع الكوردستاني ويجعله يصب جام غضبه على الطرف الذي&يعيق&عمليا تشكيل الحكومة المراد منها تحقيق طموحات المواطن في الامن والاستقرار والتنمية وتنفيذ المشاريع ..........الخ

المؤسف ان هذه المباحثات الماراثونية تجري وراء الأبواب المغلقة بعيدا عن مسامع المواطن رغم ان الامر في التحليل الأخير يتعلق به وبحياته ومصالحه ومستقبله، ورغم ذلك فان التسريبات التي يعرفها الشارع الكوردستاني اليوم تشير الى ان السبب الرئيس وراء عدم تشكيل الحكومة ليس في عدم الاتفاق حول برنامجها وأهدافها للمرحلة المقبلة وانما بسبب إصرار الاتحاد الوطني الكوردستاني على الحصول على مناصب وزارية وسيادية لا تتناسب مع حجمه الحقيقي ونتائج الانتخابات ومشاركة الأطراف الاخرى وفق كل المقاييس المتبعة في الأنظمة الديموقراطية وتقاليد تشكيل الحكومات.

غني عن البيان ان الفيصل في تشكيل حكومة مشاركة وطنية هو نتائج الانتخابات ورأي المواطن وحجم أي طرف، وليس سرا ان الاتحاد الوطني الكوردستاني فقد الكثير من قاعدته الشعبية بعد غياب المؤسس المرحوم جلال طالباني وانشقاق اعداد كبيرة من تنظيماته وكادره المتقدم وتأسيسهم لأحزاب وحركات جديدة ( حركة التغيير مثالا) بالإضافة الى الانقسام الحاد بين مراكز القرار المتعددة في قيادته، ناهيك عن النتائج المترتبة على مشاركة اطراف منه في& احداث 16/أكتوبر وإعادة احتلال 51% من أراضي كوردستان وأيضا اختيار رئيس جمهورية العراق الاتحادي خارج اطار الاجماع الكوردستاني ......الخ

ما سبق كان ولا يزال يفرض على الاتحاد الوطني الكوردستاني ان يتخذ مواقف تتسم بالواقعية ويأخذ الأسباب المذكورة أعلاه بنظر الاعتبار ويوافق على المشاركة في الحكومة وفق نتائج الانتخابات لا وفق مبدأ المناصفة (فيفتي ـ فيفتي) الذي تجاوزه الزمن ولم يعد يمثل الحقيقة على الأرض ولا&يصلح للواقع الحالي.

ان أفضل نهج يمكن ان يعيد للاتحاد الوطني الكوردستاني بعضا من جماهيريته هو المشاركة الفعالة في الحكومة وتقديم أسماء قادرة على تقديم خدمات حقيقية للشارع الكوردستاني، وبغير ذلك فان مسلسل التراجع والانهيار سيستمر وسيفقد المزيد من شعبيته وقاعدته الجماهيرية ودوره في المجتمع الكوردستاني.

كلمة أخيرة ربما من الضروري التذكير بأنه ليس من مصلحة أي طرف تجاوز الخطوط الحمراء للمصالح الوطنية والتي من بينها تشكيل حكومة قوية قادرة على تحقيق طموحات المواطن الكوردستاني ومواجهة استحقاقات المستقبل.

حقا لم يعد الصمت ممكنا، فأغلب التقديرات تشير ان وراء الاكمة ما وراءها من تدخلات إقليمية، وان الهدف ليس افشال تشكيل الحكومة بقدر ما هو محاولة لإفشال التجربة الكوردستانية استمرارا للنهج&اللاوطني&الذي بدأ في 16/ أكتوبر وهو امر مرفوض جملة وتفصيلا والمطلوب من الاتحاد الوطني الكوردستاني قبل غيره ان يقف بقوة ضد هكذا توجهات قبل ان يواجه غضب شعب كوردستان.

[email protected]

&