ليس المهم أن تمضي لحرب ومواجهة ما لکن الاهم قبل ذلك هو أن تفهم الحرب والمواجهة التي تذهب إليها وهل إنك في مستواها وعلى&ماذا&تعتمد وعلى أية أرضية تقف،&وهل إنك قد فهمت عدوك وعرفت مراميه وأهدافه النهائية والى أي حد يمکنك التأثير عليه؟&هذه الاسئلة من المفيد جدا أن توجهها لنفسها أية دولة وهي على أعتاب خوض حرب ومواجهة طاحنة غير مأمونة العواقب مع خصم أقوى بأسا منها من کل النواحي، کما هو&الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية&حيث يبدو إنه يفکر لحد الان وکأنه ند للولايات المتحدة وفي مستواها والاهم&من ذلك إنه ومنذ أن بدأت الازمة تتخذ سياقا نحو المواجهة فإن کل&مايبدر&عن&طهران هو إثارة الطرف الآخر وحثه على الدخول&الى حلبة المواجهة، رغم إنه ووفق معظم التقديرات الجارية لهذه الازمة فإن&معظم الاوساط السياسية&والاستخبارية&المطلعة، ترى&بأن إدارة ترامب لاتريد إعادة خطأ إدارة بوش الابن وتسعى للحصول على مايکفيها من الاسباب لجعل العالم مقتنعا بتوجيهه ضربته&العسکرية لإيران.

السعي لتفجير الناقلات وإسقاط طائرة درون عسکرية أمريکية في المجال الدولي&وتحريك الاذرع للقيام بنشاطات&معادية في المنطقة فيها تحدي للقوانين والانظمة الدولية، کل هذا ماقد قام&به النظام الايراني لحد الان وتم توثيقه دوليا وإقليميا،&مع ملاحظة إن هناك من يتصور بأن عدم&الرد الامريکي دليل&تخوف&من خوض الحرب ضد نظام يحترف التطرف والارهاب کما ترى الکثير من الاوساط والاقلام،&بل إن الامر&ليس کذلك أبدا وإنما هناك طريقة إستدراج&أمريکية غير مسبوقة لإستدراج الفأر الايراني الى المصيدة خصوصا وإن واشنطن تملك ليس الورقة&وإنما&الاوراق الرابحة بهذا الصدد وهي التي تلعب بأعصاب طهران وتدفعها لإرتکاب أخطاء ستعض أصابعها عما قريب ندما،&ومن دون شك إن إدارة ترامب أمامها الان أکثر من تقييم لأخطاء&إدارة بوش الابن في خوض الحرب في منطقة الشرق الاوسط&خصوصا من ناحية التبريرات لذلك وکذلك الاحتمالات المتداعية عنها، والاعتقاد السائد إن&ترامب وضع خامنئي ونظامه&على نار&هادئة&يبدو إنها باتت&صارت مٶذية&الان، وکأنه يريد&إخراج الفأر من حجره وجعله&يرکض&ليلاقي حتفه على يد الهر الامريکي، وقطعا إن ترامب عندما يقوم بإتباع هکذا&اسلوب، فکأنه يطبق المثل الانکليزي المعروف"&لا تحرق بيتك لكي تخيف الفئران" کما فعل بوش الابنمن حيث&قيامه بصرف أموال طائلة وجهود إستثنائية&من أجل القضاء على الارهاب،&لکن النتيجة کانت عکسية&إذ الى جانب الخسائر المادية والروحية الکبيرة التي تکبدتها الولايات المتحدة فإنها لم تتمکن من&لجم الارهاب وتحديده خصوصا بعد أن تجاهلت الوکر الاساسي للإرهاب في طهران ذاتها.

التصرفات التي يقوم&بها النظام الايراني حاليا في مواجهة&الولايات المتحدة، کلها تدل على&نجاح الاسلوب الذي يتبعه ترامب&ضده وعدم السماح له بالاصطياد في المياه العکرة کما فعل طوال العقود الاربعة المنصرمة،&خصوصا وإن ترامب مع إدراکه جيد لمکروهية هذا النظام من قبل&الشعب الايراني قبل کل شئ ومکروهيته&من قبل&شعوب وبلدان المنطقة والعالم، إلا إنه لايرى ذلك کافيا ويريد أن&يحصل على المزيد والمزيد من أسباب القوة خصوصا وإن ترامب قد أثبت وخلافا لکل ماقد قيل عنه فقد أثبت بأنه فطن ومحنك في التصرف أزاء القضايا التي تتعلق بالمصالح الامريکية لأنه يفکر بحسابات الربح والخسارة ولاسيما وإنه خلال&عهده&قد أثبت بأنه مفيد لبلده وشعبه وبشکل خاص من ناحية توفير&فرص العمل وتقليل البطالة وتخفيف الضرائب، ولکن عندما ننظر لبلاد"ولي أمر المسلمين"فإننا نجد إن الشعب&يتضور جوعا ويقتله فقر کافر ببطئ شديد، وإن ترامب يحارب النظام أيضا النظام نفسه على الجبهة التي طالما حارب شعبه عليها،&حيث يقوم بإضعافه إقتصاديا والذي هو العامل الذي&طالما&قام بحرمان الشعب الايراني منه فيما أغدق به على أذرعه في&المنطقة، وهذا النظام من دون قدرة إقتصادية أشبه بطائر من دون ريش،&وحرب ترامب القاتلة ضد&نظام رجال الدين في طهران تترکز على المجال الاقتصادي، ولاريب من إن&الانتفاضة الاخيرة التي إجتاحت 140 مدينة&وفضحت النظام أمام العالم کله،&فإن کل&متطلباتها متوفرة&تماما&إضافة الى أن الشعب الايراني قد صار على بينة کاملة مما يجري وهو يعلم بأن المأزق الحالي للنظام لن يعدي على خير وهذا هو حديث الشارع الايراني کما أکد&العديد من الايرانيين القيمين في بلدان متباينة لکاتب هذه الاسطر ولاأقول المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، رغم إن الذي يقف وراء جعل الشعب على بينة تامة من هذا النظام ومن إن بقائه وإستمراره يمثل الکارثة والمصيبة والبلاء ليس للشعب الايراني وأجياله القادمة، وکما إعترف&خامنئي وعلى مضض بأن مجاهدي خلق هي&من قادت الانتفاضة الاخيرة فإننا واثقون من إننا على قرب من&إندلاعة لن يکون للخامنئي من فرصة&ومجال حتى يعلن بأن&مجاهدي خلق هي من تقف وراء الانتفاضة الکبرى للشعب الايراني والتي باتت قاب قوسين وأدنى.