مع فوز اكرم امام اوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري للمرة الثانية وبفارق كبير عن منافسه القوي من حزب العدالة والتنمية في انتخابات استانبول، يبدو واضحا ان العد التنازلي قد بدأ لدولة (العثمانيين الجدد) كما وصف&السيد&احمد&داوود&اوغلو&عام&2009&حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا ، لتصبح في ذمة التاريخ&ولن ينقذها من النهاية المحتومة&لا مساعدات دولة قطر التي يصفها البعض بالوهمية ولا&خط انابيب الغاز الطبيعي المعروف بالسيل التركي لنقل الغاز من روسيا الى اوروبا فازمات النظام الثيوقراطي الحاكم منذ 2003، الاقتصادية والسياسية، داخليا واقليميا وعلى المستوى الدولي تزداد حددة واعمق بكثير من ان تحلها&المساعدات والمردودات الاقتصادية للسيل التركي&الذي لا يزال قيد البناء ويتوقع ان يتم انجازه نهاية 2019

طموحات العثمانيين الجدد في التمدد والتدخل، بعد ان كانت سياسة تركيا هو تحقيق (صفر مشاكل) داخليا ومع محيطها الخارجي، ادت الى انقسامات حادة في المجتمع التركي وحتى&في قيادة وصفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم والى تسريع عملية الانهيار الذي تبدو ملامحه اليوم واضحة للعيان&من خلال:

-&الوضع الاقتصادي: اذ يبلغ&حجم&الدين الاجمالي للحكومة التركية حوالي (224) مليار دولار والدين القصير الامد حوالي(120) مليار دولار حسب مصادر مصرف التسويات الدولية مع ارتفاع معدلات التضخم النقدي و بلوغ مؤشر اسعار المستهلكين (20%) كما وصل سعر الليرة التركية الى ادنى مستوى&له&مقابل الدولار&مع تفاقم العجز في الميزانية وتصاعد معدلات البطالة الى (14%)&لتصبح تركيا واحدة من اكثر الدول عجزا.

-&الوضع السياسي:&داخليا:&فقد واصلت حربها العنصرية ضد شعب كوردستان&وهناك الالاف من المعتقلين والمفصولين&الاتراك&الذين تم طردهم من الخدمة&سواء من صفوف الجيش او المراكز الادارية والقانونية....الخ&وخارجيا:&تدخلها السافر في الشمال السوري واحتلال مدينة عفرين&وانغماسها في المشاكل في ليبيا بالاضافة الى خلافاتها مع دول الجوار كاليونان وقبرص ومع اغلب الدول العربية واتساع هوة الخلافات بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو بسبب ازمة الصواريخ الروسية والتي يمكن ان تؤدي الى عقوبات اقتصادية.&

العوامل الذكورة اعلاه وحدها كافية لانهيار النظام الحاكم&وخسارة بلدية استانبول يسرع من تاثير هذه العوامل&فمن&(يحكم استانبول يحكم تركيا)&اذ تشكل&المدينة بملايينها العديدة بوصلة الاتجاه لمن يحكم وهي اشارة واضحة لتغييرات جذرية&مقبلة&في تركيا عنوانها الرئيس هو: نهاية حلم العثمانيين الجدد.

[email protected]