أسامة مهدي من لندن وعبد الرحمن الماجدي من بغداد: اتهم قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جون أبي زيد سوريا وإيران بالمساهمة في استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني في العراق فيما طالب سياسيون ورؤساء عشائر بطرد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من العراق فيما اعلنت معلومات جديدة عن سر مكان جثث الزعيم اراحل عبد الكريم قاسم وكبار مساعديه الذين نفذ فيهم البعثيون الاعداد عقب انقلابهم الاول في العراق عام 1963.

وأبلغ ابوزيد الصحافيين في البحرين التي يزورها حليا أنه يشعر بالقلق لأن السوريين لا يبذلون كل ما بوسعهم لمنع عمليات التسلل عبر الحدود إلى العراق وقال لقد سمح السوريون بعمليات التسلل ط ولكنني لا أقول إن ذلك يتم بموافقة الحكومة ولكنني أقول إن هناك الكثير من عمليات تسلل المسلحين الأجانب وتهريب الأموال عبر الحدود السورية إلى العراق" كما نقل عنه راديو سوا اليوم .
وفيما يتعلق بإيران رفض أبي زيد التعليق على ما إذا كان في العراق عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن عناصر إيرانية تتدخل في الشؤون الداخلية للجنوب العراقي قائلا إنني أعلم بأن هناك عناصر في إيران ترغب في القيام بدور في زعزعة استقرار العراق ولكنه شدد على أن ذلك لا يخدم مصلحة إيران أو العراق على حد تعبيره.
وأكد أبي زيد من جهة اخرى وللمرة الاولى أن صدام حسين ما زال موجودا في العراق وأنه في قبضة القوات الأميركية.

وعلى صعيد اخر طالب شيوخ عشائر ومسؤولي عدد من الاحزاب والمنظمات السياسية العراقية بطرد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من العراق لمواقفها الى جانب النظام العراقي السابق ومساهمتهم قواته في ضرب الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في جنوب العراق وشماله عام 1991 عقب طرد صدام حسين من الكويت .

واتهم رؤساء العشائر والقادة السياسيون في بيان صدر في بغداد حصلت عليه " ايلاف" المنظمة بممارسة اعمال ارهابية على الاراضي العراقية والعمل ضد الدين الاسلامي .
وفيما يلي نص البيان :
نحن الموقعون ادناه شيوخ العشائر العراقية ورؤساء الافخاذ والوجهاء ومسؤولي الاحزاب والحركات السياسية والمنظمات الجماهيرية في العراق نعلن ونشجب وندين علنا منظمة العمالة والاجرام والارهاب العالمي منظمة مجاهدي خلق الارهابية ونطالب بطردهم من عراقنا الحبيب لانهم رمز الارهاب ويعملون ضد الاسلام وافكارهم شيطانية ملحدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموقعون :
شيوخ العشائر ورؤساء الافخاذ ومسؤولي الاحزاب والمنظمات السياسية الشعبية في العراق الجديد
مجلس شيوخ عشائر العراق - الامانة العامة

وكانت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة قد عقدت اتفاق وقف اطلاق نار مع القوات الاميركية وسلمت اسلحتها اليها بعيد سقوط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003 ولها قواعد عسكرية على الحدود العراقية الايرانية في محافظتي ديالى والكويت وفي منطقة الخالص (80 كيلومترا شمال بغداد) وكانت طائرات اربية قصفت هذه القواعد في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين مرات عدة لتدمير ماتملكه من دبابات ومدفعية بعيدة المدى كانت الجيش العراق السابق زود المنظمة بها في اطار الصراع الذي كان دائرا بين النظامين العراقي والايراني عقدي الثمانينات والتسعينات .

ومن جهة اخرى يتداول العراقيون في مجالسهم ونتدياتهم قصة العثور على قبر الزعيم العراقي الراحل وثلاثة اخرين من كبار مساعديه كان النظام البعثي الاول في العراق نفذ فيهم حكم الاعداد عقب انقلاب الثامن من شباط (فبراير) عام 1963 ضد نظام الزعيم الراحل قبل 41 عاما ظل سر جثثهم والقبور التي دفنوا فيها وكانها واحدة من الاسرار التي كان الناس يخشون الحديث عنه بسبب الخوف من الانظمة التي تعاقبت منذ ذلك الوقت لعدائها لنظامه .

ويروي سيف الخياط مدير الاخبار في راديو دجلة العراقي قصة اكتشاف هذا السر وقبور القادة الاربعة الراحلون فيقول : هذه المقبرة الجماعية الاولى في تاريخ العراق حيث يمتد عمرها الى واحد واربعين عاما جرت وقائعها في اول يوم استحوذ فيه البعثيون على السلطة في 14/رمضان/1963. وكان راديو دجله " اف ام من بغداد " اول من علم بمكان هذه القبور واجرى قسم الاخبار في الراديو تحقيقا مطولا للتاكد من صحة وجود هذه القبور. بدأت الحلقة الاولى في هذا التحقيق المثير عبرالفلاح الذي جاء من خارج بغداد ليبحث عن خطاط يكتب له على قطعة من الخشب عنوان يدل على مزرعته الواقعة على طريق نائي, لان القبور كانت تقع بالقرب من مزرعته. وكان الفلاح ينصت لحديث دار بين الخطاط وسيف الخياط حول تاريخ العراق السياسي الذي لا يحوي مصطلح الرئيس السابق وانما فقط الرئيس الراحل, نظرا لان اسلوب تبادل السلطة بين الحكومات المتعاقبة في العراق كان يعتمدعلى الانقلابات والاغتيالات وعدم اجراء محاكمات للرؤساء كما يجري الان مع صدام حسين والتي اودت بحياة عبد الكريم قاسم.
القبور الاربعة بنيت عليها شواهد قبل سبعة اشهر فقط بعد ان تاكد لمن قام بالحفاظ على هذه الجثامين ان نظام البعث قد انتهى في العراق الى غير رجعة. كتب على القبر الاول المغفور له الزعيم عبد الكريم قاسم والثاني كان لطه الشيخ احمد رئيس الاستخبارات انذاك والثالث لعبد الكريم الجدة قائد الانضباط العسكري والقبر الاخير لفاضل عباس المهداوي.
الشاهد الاول على قصة هذه المقبرة كان في سن الرابعة عشرة عام 1963 والذي روى ما جرى ليلة 14/رمضان/1963 قائلا :
القت سيارتا حمل صغيرتان برفقة عدد من جنود الانضباط العسكري بالجثامين في سواقي زراعية وردمتها بطبقة خفيفة من التراب, دعاني للذهاب لرؤية من اصحاب الجثث برفقة والدي وعمي. ويضيف ان والده ابعد التراب عن وجه الجثة الاولى ليصرخ بصوت عالي رافقه نحيب "انه الزعيم عبد الكريم قاسم", كان يرتدي بزته العسكرية وحذاءا بنيا وساعة يد لازالت تعمل وحمالة المسدس, وقد اصيب برصاصة تحت شفته اليمنى ادت الى كسر سنين, ومصاب ايضا برشقة رصاص انحدرت من وجنته اليمنى حتى صدره. اما الجثث الاخرى فيقول ان فاضل المهداوي قد تعرض لرشقة رصاص في بطنة ادت الى خروج احشائه للخارج اضافة الى وجود كدمات زرقاء على وجهه.
وعبد الكريم الجده اصيب بصدره بعدد من الاطلاقات النارية وكان فاتحا فمه ليكشف عن سنين من الذهب, ولم تكن اصابة طه الشيخ احمد باحسن حالا من رفاقه.
عبد الكريم قاسم يقول اهل المنطقة انه يتمتع بشعبية كبيرة نظرا لكونه صديق الفقراء والفلاحين مما دعا اهالي المنطقة الى القيام بمراسم تكفين وتشييع استمرت حتى نهار 15/رمضان/1963, ويصف الاهالي تلك المراسم بالمهيبة.
روايات الشهود الثلاثة بحسب موقع "عراق الغد" على الانترنيت كانت متطابقة واستمروا بسرد ما تبقى من فصول القصة التي اودت بحياة ثلاث رجال من الفلاحين اعتقلوا من قبل جهاز الاستخبارات العسكري لحكومة الرئيس الراحل عبد السلام عارف الذي حكم العراق بين عامي 1963 و1966 بتهمة تكفين وتشييع ودفن عبد الكريم قاسم ورفاقه.
الرجال الثلاثة خرجوا تباعا من سجنهم في نقرة السلمان الرهيب في منطقة الصحراء الغربية كان الاول قد توفي بعد ثلاثة شهور من اطلاقه نتيجة تعرضه لتعذيب شديد نتيجة اجراءات حكومة عبد السلام عارف تجاه من قام بعملية الدفن والتي تعد من ضمن تعاليم الدين الاسلامي التي تنص على اكرام الميت بدفنه مما دعا الفلاح الذي حافظ على القبور حتى لحظة الكشف عنها يوم 14/تموز/2004 الى نقل الجثث من مكانها الاول الى مكان سري.
اما الرجل الثاني فمات ايضا بعد اطلاق سراحه بايام قليلة ولم يشفع له اعترافه بمكان دفن الجثث, لكنه ظل في الذاكرة لانه كان الاداة التي استخدمتها الاستخبارات العسكرية في نشر اشاعة ان جثمان عبد الكريم قاسم القي في نهر دجلة بعد عجزهم عن الحصول على الجثامين لان شخصا مجهولا قد اخرجها ليدفنها في مكان اخر.
سلم ملف التحقيق الى وزارة حقوق الانسان الحالية لاجل الحفاظ على هذه المقبرة من العبث واجراء ما تبقى من تحقيقات عليها.