خديجة العامودي من شفشاون: يصل يوم الجمعة المقبل حوالي ثمانين من الأئمة والمسلمين الإسبان إلى المغرب للمشاركة في مناظرة دولية للتعريف بالحضارة الإسلامية. وتعقد المناظرة في إطار الدورة التكوينية الثامنة التي تنظمها جمعية الدعوة الإسلامية في شفشاون بتنسيق مع المجلس العلمي للمدينة، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تحت شعار "الإسلام دين السلم والاعتدال والتسامح".

وقال علي الريسوني رئيس جمعية الدعوة الإسلامية في تصريح لإيلاف "أردنا لهذه الدورة أن يشارك فيها مجموعة من الأئمة في المساجد الموجودة في إسبانيا ومجموعة من المسلمين الإسبان بعد أحداث الحادي عشر من مارس الماضي التي أصبحت تفرض على وسائل الإعلام المختلفة أن تتناول بإسهاب قضية المساجد والقادة الدينيين المسلمين ودور خطبة الجمعة في تصحيح صورة الإسلام".

وأضاف الريسوني إن "التأثير الذي يتركه الإفتاء الإسلامي والتوجيه الروحي للفقهاء على الجالية المسلمة التي يصل عددها إلى حوالي مليون نسمة كبير، وأصبح مهما أن تشارك نخبة من الأئمة في لقاء شفشاون لترسيخ المنهج المعتدل الذي يتبنونه من موقعهم الديني ومن خلال مسؤوليتهم النبيلة".

وأوضح أن هذا الترسيخ "يزيل تماما كل الشكوك الباطلة التي تتوجه بأصابع الاتهام إلى بعض الأئمة بكونهم يقصرون أو يغالون ويتشددون في دروسهم وبكون المسلمين يعادون الغرب وأنظمته".

وأشار في السياق نفسه إلى أن الدورة التي سيأطرها علماء مغاربة وإسبان وستستمر على مدى عشرة أيام ستركز على "تصحيح صورة الإسلام الذي يخاطب الإنسان بالحجة والبرهان ولا سبيل لإقحامه في التعصب الذي هو بريء منه". وأضاف أن "المغرب ما زال محافظا على دوره المتزن في الساحة العربية والإسلامية والدولية وتمسكه بالإسلام لا يعني عدم انخراطه في المسلسل التنموي وفي تعهداته الدولية، وذلك في إطار رسالته الحضارية التي تميز بها منذ 14 قرنا".

يذكر أن علي الريسوني رئيس جمعية الدعوة الإسلامية ألقى في الثاني عشر من يونيو الماضي محاضرة في برشلونة الإسبانية في برلمان الديانات حول "النموذج الإسلامي المغربي في العالم المعاصر".