"إيلاف" من لندن: في الوقت الذي يواصل فيه عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة زيارته للعاصمة البريطانية لندن ومحادثاته المكثفةالتياستهلها بلقاء مع رئيس الوزراء توني بلير، وكذلك حضور معرض فارنبره البريطاني الجوي، فإن ولي عهده الشيخ سلمان بن حمد في زيارة لواشنطن في الوقت الراهن. وأعطيت صلاحيات الحكم بالنيابة لـ "العم الكبير" رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة طوال غياب الملك والوريث.

وتاتي محادثات ولي عهد البحرين الشاب مع أركان القيادة الأميركية على خلفية معلومات أشارت إلى أن الإدارة الأميركية تفكر جديا في سحب قيادة الأسطول السادس من المنامة خشية تعرضها إلى هجمات إرهابية، وكانت واشنطن دعت عائلات أفراد الأسطول إلى مغادرة العاصمة البحرينية.

مما دفع القيادة البحرينية إلى التحرك على نحو عاجل نحو الحليف الأميركي لطمأنته بأن الأوضاع الأمنية جيدة ومقدور عليها بالتعاون بين الجانبين.

واعتقلت السلطات البحرينية الأسبوع الماضي ستة من المتشددين الذين يعتقد بعلاقتهم مع شبكات إرهابية، حيث عثر لديهم على بيانات ووثائق تشير إلى اعتزامهم تنفيذ هجمات إرهابية ضد مصالح غربية على أرض المملكة، وينظر القضاء البحريني بموضوع المعتقلين الستة حاليا، فيما أصدر وزير الإعلام البحريني نبيل بن يعقوب الحمر قرار حظر بموجبه نشر أية معلومات عن هؤلاء ما دام القضاء بدأ مهماته في التحقيقات.

وخلال زيارته الحالية لواشنطن، فأن ولي العهد البحريني والقائد العام للجيش تحدث أمس مع وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، و تناول اللقاء مع رامسفيلد الذي انعقد في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك القائم بين البلدين في المجالات العسكرية والدفاعية.

كما تبادل الجانبان وجهات النظر حيال عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وخصوصا المتعلقة منها بالأوضاع الراهنة في العراق وفلسطين وموضوع الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، إضافة إلى قضية الإرهاب والسبل الكفيلة بالتصدي له ومكافحته عبر جهود المجتمع الدولي.

وخلال لقائه في البيت الأبيض مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، أعرب الشيخ سلمان عن شكر وتقدير البحرين للإدارة الأميركية على ما تبديه من حرص على تطوير العلاقات الثنائية، مشيدا بدعم الرئيس الأميركي بإقامة منطقة التجارة الحرة بين البلدين.

من جانبه، أكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جون أبي زيد الذي زار مملكة البحرين وعقد مؤتمرا صحافيا بقاعة قرطبة في فندق الدبلومات أمس أنه ليست هناك مواقع بعينها كانت مستهدفة في مملكة البحرين، وأن تحذيرات الولايات المتحدة لعائلات الدبلوماسيين الأميركيين بمغادرة البلاد كانت مستندة إلى الوضع الأمني في المنطقة عموما. وقال أبي زيد أن الولايات المتحدة لا تسعى للهيمنة على دول المنطقة كما يعتقد البعض ولكنها تسعى لمساعدة شعوبها.

وأضاف أن هذه التحذيرات مؤقتة ستزول بزوال مسبباتها وأن القرار الاحترازي ليس له أي أثر على قوة ومتانة العلاقات البحرينية الأميركية التي وصفها بأنها تعد من أقدم العلاقات التي تربط الولايات المتحدة بدول المنطقة، مشيدا بالجهود الأمنية التي تبذلها البحرين تحت القيادة الحكيمة لمنع حدوث أي عمل إرهابي.

وإلى هذا، قالت صحف البحرين اليوم أن وزير الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر، اصدر قرارا استنادا إلى قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر رقم 47 لسنة ،2002 منع بموجبه نشر أية أخبار أو معلومات أو تعليقات في وسائل النشر في مملكة البحرين بشأن القضية رقم 4341 لسنة 2004 والمتهم فيها الموقوفون الستة.

وأوضح الوزير الحمر أن قرار النيابة العامة بمنع نشر أية أخبار أو تعليقات أو معلومات عن التحقيقات التي تجريها النيابة في قضية الموقوفين الستة يستهدف الحفاظ على المصلحة القانونية للمتهمين أنفسهم، ولضمان تحقيق العدل الذي ينشده الجميع من السلطة القضائية، وقال: "إن أمر التحقيق مع هؤلاء المتهمين منوط بالنيابة العامة وان مملكة البحرين دولة مؤسسات وقانون. ومن يثبت براءته من خلال التحقيق لن يمكث في السجن لحظة واحدة".

وأخيرا، قال الوزير "إن النظام القضائي في البحرين يكفل لأي متهم الاستعانة بمن يشاء من المحامين"، مشيرا من جانب آخر إلى انه تم السماح للمنظمات الحقوقية البحرينية بمتابعة أوضاع الموقوفين والاطلاع على الظروف المحيطة بالاعتقال والتهم الموجهة لهم".