بهية مارديني من دمشق: يبدو ان حدود التوتر الذي نشب عن الاشتباك على الخط الازرق في جنوب لبنان بين حزب الله واسرائيل استقرعلى تهديد اسرائيلي لسورية وايران وتذكير بان تل ابيب قد تغير تعاملها وتقدم على توجيه ضربات مؤلمة ضد دمشق .
فهل حقا تستيطع اسرائيل فيما لوكرر حزب الله "وهو على الارجح سيكرر" استهداف المواقع الاسرائيلية على الحدود ان تقصف مواقع سورية سواء في لبنان او داخل العمق السوري ؟.
نظريا تستطيع اسرائيل ان تفعل ماتشاء فموازين القوى العسكرية لصالحها بشكل شبه كامل والموازين السياسية
بيد حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة التي يتولى فيها الحكم اكثر الرؤساء الاميركيين تأييدا لاسرائيل في التاريخ فضلا عن ان اسرائيل سبق ووجهت ضربة "رمزية" لعين الصاحب بريف دمشق ولم تلاق ردا يذكر وحتى التهديد السوري بالرد جاء متأخرا رغم انه كان لافتا حين هدد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بقصف المستعمرات الاسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة .
امام هذا المشهد هل يبدو الرد الذي هددت اسرئيل به قابل للصرف عمليا؟ ان الجواب ليس سهلا بطبيعة الحالفليس في متناول اسرائيل ان تثبت ان أي عملية لحزب الله جاءت بأمر مباشر من دمشق التي مافتئت تدعو الىالحوار واعتماد لغة الدبلوماسية طريقا لحل مشكلات المنطقة وهذا امر له صداه في المجتمع الدولي الذي لن يكونبدوره مرحبا بتعيد التوتر في منقطة حيوية كالشرق الاوسط الذي تاتي منه حصة كبيرة جدا من امدادات النفط .
كما ان معظم عمليات حزب الله تكون في غالب الاحيان كرد فعل علىعمليات اسرائيلية وبالتالي فان الجيش الاسرائيل اصبح يعرف سلفا ما سيحدث وهو يكون رتب اموره على هذا الاساس وبالتاكيد فان القادة الاسرائيليين كانوا يدركون ان الحزب لن يسكت على اغتيال احد كوادره وبالتالي فان عملية امس لن نخرج عن النطاق الذي اتخذته ولكن لم يكن بامكان الاسرائيليين ان لا يستغلوا الامر لتأكيد انهم اقوياء وانهم قاردون على التنمر على جيرانهم .
اما العامل الاهم الذي سيكون حاسما في منع التصعيد فهو العامل الاميركي الذي يعاني من تبعات حرب العراق
فالحرائق المشتعلة في العراق تكاد تكون كافية لاشعال العالم فما بالنا بالشرق الاوسط الصغير المليء بالعداوات والانظمة الهشة والولاءات المتغيرة والايدلوجيات المتشددة وعليه فان اميركا لن يكون لها مصلحة في اشعال حريق اسرائيلي سوري قد يكون فتيل ازمة لن تنتهي الا وقد عمت الفوضى المنطقة بأكملها وهذا مالن يخدم مصالح احد .
اذن هل ستقف هذه العوامل مجتمعة في لجم اسرائيل عن تنفيذ تهديداتها خصوصا وانها اثتت أكثر من مرة انها تحسن استغلال هامش المناورة التي تمنحها لها واشنطن ؟ السوريون يتحسبون من مغامرة عسكرية اسرائيلية قد تكون استعراضية الى حد ما ولكنها ستكون مكلفة على كل حال خصوصا بسبب الاحراج الذيستتكبده دمشق ان هي لم ترد كما انها ستخاطر بالانجرار الى مواجهة مكشوفة مع اسرائيل المتفوقة عسكريا ان هي ردت .
هل وصل الامر الى حد انسداد الافق بالنسبة للمعادلات الناظمة لحقائق المواجهة بين اسرائيل وحزب الله ودمشق قد يكون الامر على هذه الشاكلة ولكن شارون اثبت في غير مرة انه مغامر قد لايحسب حسابا للمخاطر التي تحيق باعماله .