أسامة مهدي من لندن: اكدت مصادرعراقية امنية اكتشاف خطط مسلحة بتصعيد عمليات الاغتيالات ضد الشخصيات السياسية والاجتماعية النافذة بعد صعوبات بدأ يواجهها المسلحون في تفجير سيارات مفخخة وتزايد المواقف الشعبية المضادة لها لقتلها العديد من المواطنين الابرياء فيما احتج المسيحيون العراقيون على ضعف تمثيلهم في المؤتمر الوطني الموسع المزمع عقده اواخر الشهر الحالي .
وابلغت المصادر " ايلاف " ان اعترافات ادلى بها مسلحون القي القبض عليهم في المداهمات الواسعة التي تنفذها الشرطة والحرس الوطني منذ ايام اشارت الى خطط لتوسيع عمليات الاغتيالات لانها تجري بشكل لايؤدي الى خسائر في صفوف المهاجمين الذين يختارون اوقاتا مناسبة لهم لتنفيذ عملياتهم تساعدهم على الهروب وتجنب القاء القبض عليهم .
واوضحت ان اجهزة الشرطة والمؤسسات الحكومية والسياسية قد شددت من اجراءاتها الامنية حول الشخصيات التي يعتقد انها ستكون هدفا للمسلحين خاصة وان قوائم باسماء المستهدفين توزع بين الحين والاخر من قبل جهات مجهولة . وقالت ان مايزيد من تعقيد الامور ان بعض القوى السياسية تتبادل اتهامات حول استهداف عناصرها من قبل معادين لها وهو ما يحصل بين القوى الكردية والتركمانية .
ولاحظت المصادر ان الاربع والعشرين ساعة الماضية وحدها شهدت اكثر من عشرعمليات اغتيال ناجحة وفاشلة في بغداد والبصرة والموصل وكركوك وسامراء والاخطر مافي المسألة انه لم يعتقل احد من الفاعلين لحد الان وفي كل مرة يعلن فيها عن القبض على احدهم يصدر نفي بعد ذلك .
ففي مدينة الموصل (375 كيلومترا شمال غرب بغداد) تعرض مكتب الجبهة التركمانية العراقية لهجوم اليوم بوابل الرصاص عندما ترجل مسلحون من سيارة وهاجموا المقر مما ادى الى مقتل مسؤوله يونس حمد واصابة اربعة اخرين من عناصره في هجوم هو الثاني الذي يتعرض له عناصر في الجبهة بعد اغتيال قياديها الاخر امس ليث حسن البياتي الذي هاجمه ملثمون بالرصاص فقتلوه على الفور واصابوا اثنين من اولاده بجراح .

وفي مدينة سامراء (125 كيلومترا شمال غرب بغداد) عثر اليوم على جثتين تعود احداهما لعالم عراقي باسم المدرس (60 عاما) وهو استاذ بدرجة دكتوراه في علم الكيمياء ويعمل في معمل سامراء لصناعة الادوية وقد مثل بها بعد يوم من مواجهات بين قوات اميركية ومسلحين ادت الى مقتل خمسة اشخاص وجرح ثمانية آخرين في المدينة نفسها .
وقال ضابط شرطة ان "الجثة عثر عليها بالقرب من مسجد احمد بن حنبل في منطقة الجبيلية في جنوب المدينة وقد مثل بها" واضاف انه "تم ايضا العثور على جثة اخرى في حي المعلمين شرق المدينة تعود لشخص مجهول الهوية لم يتم التعرف حتى الان على هويته".
كما فشل مسلحون اليوم في قتل صبيح الكعبي عضو المجلس البلدي لمحافظة بغداد اثر هجوم مسلح استهدفه حيث اصيب بجروح مختلفة وذلك بعد يومين من استهداف المحافظ علي الحسيني الذي اصيب بجروح ايضا . وكان محافظ البصرة المؤقت حازم توفيق اغتيل امس عندما هاجمه مسلحون وهو في طريقه الى مطار المدينة لاستقبال وزير حقوق الانسان بختيار امين .
وذكرت مصادر وزارة الداخلية العراقية اليوم ان القوات متعددة الجنسيات ألقت القبض على عصابة مكونة من عدة اشخاص كانت تخطط لخطف احدى الموظفات العاملات فى مكاتب الامم المتحدة فى بغداد . واوضحت ان التحقيق الذى اجرته الشرطة مع افراد العصابة كشف النقاب عن قيام هؤلاء بالعشرات من عمليات القتل والخطف والسرقة.
وقد شهدت الاسابيع القليلة الماضية مقتل عدد من المسؤولين العراقيين الذين يتمتعون بحماية أقل من الوزراء أو المسؤولين الأميركيين وخاصة بعد اعلان الحكومة الحالية برئاسة اياد علاوي ففي الثاني عشر من الشهر الماضي قتل وكيل وزارة الخارجية العراقية للمنظمات الدولية والتعاون بسام كبة وفي اليوم التالي اغتيل مدير العلاقات الثقافية في وزارة التربية كمال جراح، قتل بالرصاص في بغداد. كما غتيل في الاول من الشهر الحالي مدير قسم المراقبة المالية في وزارة المالية إحسان كريم و قتل معه في اعتداء سائقه واحد حراسه الشخصيين. اما المدير العام لوزارة الصناعة صابر كريم فقداغتاله مجهولون في بغداد بينما كان يغادر منزله متوجها إلى عمله في الثالث عشر من الشهر الحالي وفي اليوم التالي اغتيل محافظ الموصل أسامة كشمولة مع اثنين من حراسه الشخصيين وبعده بيوم قتل رئيس جهاز الأمن في وزارة الخارجية إدريس كريم رمضان في اعتداء أدى إلى جرح شخصين آخرين أحدهما من أقرباء وزير الخارجية هوشيار زيباري بينما كانوا في طريقهم بين بغداد وكركوك. وفي السابع عشر من الشهر نجا وزير العدل مالك دوهان الحسن من اعتداء انتحاري بسيارة مفخخة في وسط بغداد أدى إلى مقتل عدد كبير من حراسه الشخصيين وفي اليوم الثاني اغتال مجهولون عصام جاسم كاظم أحد المديرين العامين في وزارة الدفاع بينما اغتيل امس مقرر محافظة البصرة حازم توفيق العينجي بينما كان في طريقه إلى مكتبه.
وعلى صعيد اخر طالب سياسيون عراقيون يؤكدون انهم يمثلون ثمانية احزاب مسيحية اليوم بتمثيل افضل للمسيحيين في المؤتمر الوطني الذي يعقد الأحد المقبل لتعيين جهاز لمراقبة الحكومة.
وقال نمرود بيتو من الحزب الوطني الاشوري في مؤتمر صحافي في بغداد "تقرر اعطاؤنا ثلاثة في المئة من المقاعد في المؤتمر الوطني في حين ينبغي ان نحصل على خمسة الى ستة في المئة" من مقاعد المندوبين الالف الذين سيشاركون في اعمال المؤتمر.
واكد ان الهدف من المؤتمر الصحافي اظهار وحدة الاحزاب المسيحية عشية انطلاق العملية الانتخابية الطويلة التي يفترض ان تقود العراق الى السيادة الكاملة في نهاية العام المقبل .
واحتج بيتو باسم مجموع الاحزاب على عدم حصول المسيحيين الا على وزارة واحدة في الحكومة الموقتة تتولاها الوزيرة باسكال ايشو وردة وهي وزارة المهجرين والمهاجرين كما اشتكى من عدم حصولهم الا على سفير واحد من السفراء الثلاثة والاربعين الذين تم تعيينهم الاثنين الماضي وقال ان هذا لا يمثل واقع الشعب المسيحي العراقي.
وقدر البطريرك الكلداني ايمانويل ديلي الذي يرأس اكبر طائفة مسيحية في العراق في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية عدد المسيحيين في العراق بحوالي المليون شخص من اصل 25 مليون هو عدد السكان.