ريما زهار من بيروت: "مضى وقت طويل وانا حليف السوريين، ولم يبق لدي الكثير من الوقت لتغيير موقفي" بهذه العبارة التقليدية يجيب رئيس المجلس النيابي عن موقفه تجاه السوريين.ورغم استهدافه المباشر من خصومه الذين يدعون انه لم يعد حليف السوريين التقليدي متذرعين بحجج مفادها ان السوريين وراء هذا الانفصال، رغم كل هذا يعرف بري السياسي المحنك كيف يلتقط الرسائل السورية المبطنة ويجيّرها لحسابه.
وفي المناخ الحالي السائد في لبنان، يسعى الرئيس بري الى المحافظة على هدوئه وانسجامه مع الأوضاع، وكونه رئيس المجلس النيابي يحمل بري مفاتيح الحل بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، وكل الأفرقاء اللبنانيين يحاولون الضغط عليه لصالح ايصال مرشحهم الى سدّة الرئاسة فالأمر يعود له في تحديد مهلة جديدة للمجلس النيابي من اجل بحث التمديد او التجديد، فضلاً عن كونه يرأس اكبر كتلة نيابية مكونة من 23 نائباً، ويؤكد المقربون منه ان سورية لم تحدد بعد خيارها من الرئيس العتيد ويوم تفعل ذلك كل الأفرقاء سيجتمعون حول قرارها.
وبانتظار الكلمة الفصل من السوريين تشتد المنافسة اللبنانية بين كافة الأفرقاء في شأن التمديد او التجديد للحود. وكون بري رئيساً للمجلس النيابي ولكتلة نيابية واسعة لا يمكنه ان ينجر في لعبة التجاذبات السياسية، مع كل الترتيبات في حزبه وحركة أمل بعد الانتخابات البلدية التي شهدت انتصاراً للحزب في الجنوب، وخيبة أمل في البقاع وبيروت وخرجت بنتيجة سلبية من تلك الانتخابات ما دفع بالرئيس بري الى اعادة هيكلية حركة امل من خلال وضع الانسان المناسب في المكان المناسب، وهكذا سعى بري الى اعادة الجسور مع العلامة حسن فضل الله .لأن بري بحاجة الى اعطاء غطاء شيعي لحزبه على الساحة اللبنانية لذلك وبحسب المقربين منه يسعى بري الى انتقاد الحكومة اللبنانية وعلى رأسها الرئيس رفيق الحريري وإذا كان بري في الماضي المدافع الأول عن الحكومة اللبنانية فلأنه كان يعسى الى التناغم بين الرئاسات الثلاثة، ويؤكد المقربون من الحريري ان تصعيد بري على الحريري بدأ بعد احداث حي السلم، ويبقى همّ بري المحافظة على العلاقات مع سورية أما بالنسبة للاستحقاق الرئاسي فتبقى وفرة المرشحين دليل عافية بالنسبة لبري، لكن مفتاح الرئاسة وان بدا ظاهرياً في يده الا ان كلمة الفصل تعود الى سورية والاعتبارات الاقليمية.
التعليقات