شلغم يدعو الجزائر لاجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في طرابلس

أميمة أحمد من الجزائر: أكد وزيرُ الخارجية الليبي عبد الرحمن محمد شلغم لدى زيارته الخاطفة للجزائر، أن اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، سينعقد في طرابلس السبت المقبل، وستكون قمةُ الرؤساء من بين نقاط جدول أعمال المجلس الوزاري. وهو أول اجتماع منذ تولي ليبيا رئاسة اتحاد المغرب العربي من الجزائر.

وتناولت مباحثاتُ وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن محمد شلغم مع نظيره الجزائري عبد العزيز بلخادم، العلاقات الثنـــائية وقضايــا التعاون العربي – العربي والعربي- الأفريقي والأفريقي – الأفريقي، كما صرح الوزيرُ الليبي، وأشار إلى التطورات الدولية، ومنها قرار محكمة لاهاي بشأن الجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية

وقال وزير الخارجية الليبي في معرض رده عما إذا تناولت المباحثات عقد قمة لرؤساء دول اتحاد المغرب العربي في الخريف المقبل إن "هذا الموضوع سيناقش في اجتماع مجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي السبت القادم في طرابلس".

يُذكر أن قمة الرؤساء لم تجتمع منذ قمة تونس عام 1994، حيث تولت الجزائر رئاسة الاتحاد ولم تنجح بعقد اجتماع القمة رغم التحضير لها مرتين. ويعود فشل انعقاد القمة أو تأجيلها إلى خلافات بين الدول الأعضاء، ليبيا تحتج على موريتانيا لكونها أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، والأبرز هو الخلاف الجزائري المغربي حول النزاع في الصحراء الغربية، فالموقف المغربي يدعو إلى حل القضية الصحراوية ليُبنى الاتحاد المغرب العربي وهو ما ترفضه الجزائر التي ترى ان مسار القضية الصحراوية في الأمم المتحدة، وكانت قائمة عند التوقيع على اتفاقية مراكش عام 1988 لتأسيس الاتحاد المغربي، ولم يشترط أحدٌ من قادة الدول الخمس حل قضية الصحراء لتأسيس الاتحاد، حسب وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم في رده على سؤال لإيلاف خلال منتدى التلفزيون، وأكد استعداد الجزائر لبناء الاتحاد دون شروط : " نحن على استعداد لإقامة صرح اتحاد المغرب العربي دون أن يُشترط أي شئ، سواء تعلق الأمر بالصحراء الغربية أو بأمر آخر " وأوضح بلخادم " أن الجزائر تؤمن باحترام المبادئ، التي تأسست وفقها منظمة الوحدة الأفريقية، وهي الإبقاء على الحدود الموروثة عن الاستعمار، ولا بد من الإبقاء على هذا المبدأ، وإلا تتعرض القارة الإفريقية لهزات واضطرابات هي في غنى عنها، فالصحراويون يدافعون عن وطن، والمغاربة يريدون ضم جزء من الصحراء إلى المملكة المغربية، والجزائر تدافع عن حق مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير، وعن مبدأ عدم المساس بالحدود الموروثة عن العهد الاستعماري، ومقترحات جيمس بيكر تكرس حق الشعب الصحراوي بتقرير المصير، وقبلتها الجزائر كما قبلها مجلس الأمن بكامل أعضائه، ودون امتناع أو غياب".

وكان العقيد الليبي معمر القذافي، قد صرح في أعقاب استلام ليبيا رئاسة الاتحاد في ديسمبر ( كانون أول ) من العام الماضي، بضرورة طرح قضية الصحراء الغربية في قمة اتحاد المغرب العربي، وهو ما استاءت منه الجزائر.

فهل يتجنب العقيد القذافي إثارة قضية الصحراء الغربية لتنعقد قمة الاتحاد، خاصة وقد مضى على آخر قمة لهذا الاتحاد عشر سنوات، كان يومها الاتحادُ الأوربي في خطواته الأولى، ورغم الخلافات البنية، والمصالح المتعارضة بين بلد أوربي وآخر، اجمعوا على أن المصلحة المشتركة تقتضي التكتل الأوربي من بوابة الاقتصاد أساسا، لمواجهة التخوف القائم من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، ليس فقط على القرار الدولي، بل وعلى الاقتصاد العالمي.

فهل يمكن لقمة طرابلس المُحتملة في الخريف القادم أن تتجاوز الخلافات القائمة بين الدول الأعضاء، وتسببت في تجميد الاتحاد لعقد كامل ، ليفتح قادة دول اتحاد المغرب العربي صفحة جديدة في دفاتر الاتحاد المطوية ذات الأوراق المصفّرة ؟ إن غدا لناظره قريب.