ريما زهار من بيروت: أمل وزير الداخلية والبلديات الياس المر في "الا نسيس الأمن والقضاء في لبنان لأننا بذلك نضر انفسنا وبلدنا"، لافتا الى ان "أهم بلدان العالم تتعرض للحوادث التي شهدناها في الايام الاخيرة، ويجب عدم التشكيك في امن البلد وتصويره كأنه في أزمة كبيرة". وأوضح ان "الموضوع امني وقضائي وليس سياسيا كما يصور، وان كل الخيوط التي يتم العمل عليها تظهر ان ما حصل لم يكن صنيعة فرد، بل صنيعة شبكة قد تكون مغطاة"، معتبرا ان العمالة مناخ وليست بالضرورة اسما". جاء ذلك خلال زيارة الوزير المر اليوم للنائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم على مدى ساعتين.


وسئل المر بعد اللقاء عن سبب تأجيله الى اليوم، فأجاب:"سبب التأجيل هو الزكام، اما هدف اللقاء فهو التأكيد ان ليس هناك أمن من دون سقف وغطاء قانوني وقضائي، وكل العمل الامني الذي تتمكن الاجهزة من القيام به، وكذلك الادارات الامنية، يأتي تحت السقف القانوني. وان وزير الداخلية ورئيس مجلس الامن المركزي الذي يرأس هذه الادارات بحسب القانون، هو تحت سقف القانون والقضاء، وهذه المسيرة توصل البلد في النهاية الى شاطىء الامان وتجعل الناس يطمئنون اكثر فاكثر الى الطريقة التي يبنى بها الوطن".

ولدى سؤاله: كان لك تصريح عن عملاء صغار وكبار فسره البعض في اطار سياسي. هل هناك خطوات لكشف هؤلاء العملاء واتخاذ اجراءات في حقهم؟ كما تحدثت عن مؤشرين اساسيين في التحقيق فما هما؟ اجاب: "لجهة المؤشرات التي تكلمت عليها، هناك تحقيقات يقوم بها القضاء، وموضوع بهذا الحجم لم يعد لي حق التحدث عنه اليوم لان القضاء وضع يده عليه، والتحقيق يجري بسرية تامة وهكذا يجب ان يكون. اما في ما يعود الى العملاء الصغار والكبار، فمن الطبيعي ان يكون هناك عميل ينفذ وآخر أكبر منه يحركه ويغطيه، وليس الموضوع كما اثير في السياسة بقدر ما هو موضوع امني وقضائي صرف. وكل الخيوط التي يتم العمل عليها كشفت ان ما يحصل ليس على صعيد فرد بل على صعيد شبكة قد تكون مغطاة. اما الذين كتبوا وتكلموا في السياسة فهم احرار في التفسير كما يشاؤون، وما يهمني قوله اليوم في هذا الموضوع، وبعد مطالعتي الصحف، هو ان التشكيك عاد في بلدنا وامن بلدنا والسلم الاهلي الذي ينعم به اللبنانيون نتيجة حادثة تحصل في اهم بلاد في العالم تتمتع باكبر الموازنات المالية والتقنيات الحديثة، لهذا السبب اتمنى الا نسيس الامن والقضاء، لاننا بذلك نضرب انفسنا ونهدم حالنا وبلدنا. وعندما يكون لبنان مصنفا بين الاكثر امانا في دول العالم، فلا يفترض في الذين يكتبون الى الرأي العام ويوجهونه ان يشككوا في بلدهم ويصوروه كأنه في ازمة كبيرة.
لقد حصلت حادثة وراءها عميل صغير او كبير، تكشف كما كشف غيرها. ففي النهاية حصلت مئات الحوادث في البلد، وكشفتها الاجهزة الامنية ووضع القضاء يده على الملف وتعاطى معه كما يجب. هذا هو الموضوع ليس ألا".

هل المقصود بالعملاء السياسيين؟ ولماذا لا تسمي وقد التقيت في تصريحك مع السيد حسن نصرالله في الموضوع عينه؟ وهل تملكون معلومات؟ اجاب: "العمالة مناخ وليست بالضرورة اسما. وعندما نرى ان هناك اناسا يطالبون بارسال الجيش الى الجنوب لوضعه بوليسا على حدود اسرائيل، فهؤلاء بالنسبة الي يخدمون وجهة نظر اسرائيل وليس لبنان. لذا، هناك الكثير من الامور التي نسمعها ونقرأها قد تكون صادرة عن نية طيبة، ولكن يستفيد منها العدو الاسرائيلي كل مرة لتبرير تحليقه بالطيران وخرق جدار الصوت والاذى الذي يلحقه بالبلد والعملاء الذين يحركهم للتفجير، وكل ذلك مناخ. من هنا، عندما نتكلم على هذا الموضوع، نذكر ان ثمة امورا هي خطوط حمراء في السياسة".

وعندما سئل:" قال الرئيس نبيه بري امس ان الامن لا يحفظ امنا وعين بعضه على السياسة، هل تعتبر نفسك معنيا بهذا الكلام؟ اجاب: "دولة الرئيس بري صديق وأتعامل معه من هذا المنطلق، وهو كذلك، ولا اعتبر كلامه موجها الي".

و هل من تدابير على الارض؟ اجاب: "هناك الكثير من الامور التي عرضناها مع الرئيس عضوم اليوم. وكل الحركة التي يمكن ان نقوم بها امنيا على صعيد الامن الوقائي في البلد، لن تتمتع بأية شرعية او قيمة اذا لم يكن لها غطاء قضائي. وبحثنا في مواضيع كثيرة اخرى واتمنى في الايام المقبلة ان يكون البلد محصنا لموسم اصطياف جيد". قال:" هل هناك مباركة من واشنطن للتمديد للرئيس اميل لحود؟ اجاب: "هناك مجلس نيابي يتخذ القرار بشأن الاستحقاق في الوقت المناسب، والرئيس لحود ليس في حاجة الى مباركة واشنطن ولا الى اي مواضيع تطرح في الاعلام. لقد كان شعاره دائما لبنانيا وطنيا، وعلاقته بسوريا رأس حربة في المشروع المعادي لاسرائيل، وفي ما عدا ذلك لا يهمه من يبارك. ما يهمه هو ان يكون شعبه مقتنعا بالحركة السياسية والطرح السياسي الذي يقوم به، و كل ما تبقى من امور يصبح ثانويا تافها. وفي النهاية هناك عناوين تهم الرئيس لحود هي السلم الاهلي والامن في لبنان والعلاقة مع سوريا ومنع التوطين والقضاء المنزه والقوي والجيش والادارات الامنية التي تسهر على امن المواطنين، هذه هي المباركة التي تهمه، وكل ما هو خارج ذلك لا يعنينا ولا يهمنا".
ما رأيكم في التحرك السلمي الذي يقوم به الرئيس رفيق الحريري لدى القيادات السنية؟ اجاب: "الرئيس عمر كرامي ليس سنيا، انه زعيم وطني على صعيد كل لبنان، ولو كان سنيا فقط لما زاره الرئيس الحريري. هو زعيم وطني كبير وهكذا ننظر اليه.اما زيارة الرئيس الحريري لسماحة مفتي الجمهورية، فبطبيعة الحال كلنا نتشرف بزيارة المفتي".

لدى سؤاله:" ما دور وزير الداخلية في الاستحقاق الرئاسي؟ اجاب: "لا شيء. دور وزير الداخلية هو تطبيق القانون والسهر على الامن، لان القانون ينص على ذلك. أقوم بواجباتي في شكل طبيعي، واذا كان هذا الموضوع يصب ايجابا في مشروع الرئيس لحود، فلي الشرف، واذا لم يصب ايجابا فلي الشرف ايضا بأن احزم حقائبي وارحل الى منزلي".

القاضي عضوم
سئل القاضي عضوم: كيف قرأت البيان الذي صدر عن الوزير المر حول القضية التي حصلت في حي معوض؟ اجاب: "بعد كلام وزير الداخلية لا مجال للكلام، لان ما قاله واضح. عندما يكون هناك تحقيق قضائي لا يعود الامر مقتصرا على التداول السياسي، وان معاليه عبر بوضوح. اما على المستوى القضائي، فهناك أدلة ووقائع يجب ان تكون ثابتة لنتمكن من التكلم على الموضوع في السياق اللازم للقانون. سقف الموضوع هو القضاء والقانون، والتحقيق في يد القضاء العسكري ويجب انتظار النتائج، فالتحقيق سري ولا مجال لتداول الموضوع خارج هذا النطاق".

هل توصلتم الى معرفة اسماء افراد الشبكة او خيوط محددة؟ اجاب: "يجب ان تصبروا قليلا لان الموضوع يتطلب وقتا ويحتاج الى تدقيق، وبقدر ما أخذ العملاء وقتهم في التحضير لموضوع مماثل، اتمنى ان نكون افعل منهم ونصل الى النتائج سريعا".

الا ترى وجوب التشدد اكثر في حق العملاء خلال المحاكمات؟ اجاب: "الدليل على ذلك لقاؤنا اليوم مع الوزير المر. انه لقاء مميز واتمنى ان تكون هناك نتائج وتدابير ايجابية في القريب العاجل اذا اراد معاليه تفعيل هذه الامور".

عن تفعيل اجتماعات مجلس الامن المركزي، قال: "الامر يعود الى الوزير المر. اذا رأى وجوب عقد اجتماعات فنحن والاجهزة جاهزون. الوزير المر قال ان دور مجلس الامن المركزي تقاطع المعلومات، واذا لم يكن هناك حدث معين واجتمع مجلس الامن المركزي، فقد يفهم من ذلك ان في البلد مناخا امنيا ما استدعى الاجتماع، وفي الحقيقة لا يكون هناك شيء. نحن دائما حريصون على ابواب موسم الاصطياف على ان يكون الجو جيدا وخاليا من التشنج. والان، اصبح في الامكان البحث في اكثر من موضوع في اجتماع مجلس الامن المركزي الذي سينعقد قريبا".