مايك بيكوك من لندن: يتسلم رئيس الوزراء توني بلير يوم الثلاثاء نسخة مبكرة من تقرير رفيع المستوى حول تعامل المخابرات البريطانية مع أسلحة العراق والذي يهدد بمزيد من تراجع شعبيته. وستكون أمام بلير فرصة لاستيعاب نتائج خمسة أشهر من التحقيقات التي أجراها اللورد بتلر قبل ان يتسلم خصومه التقرير يوم الاربعاء . وسينشر التقرير الساعة 1130 بتوقيت جرينتش يوم الاربعاء وسيرد بلير ببيان للبرلمان.

ويأمل مساعدو بلير في ان يساعده التقرير على القاء ملف العراق وراء ظهره والتركيز مجددا على الاوضاع السياسية المحلية قبل الانتخابات العامة المقررة العام المقبل. لكن من المرجح الا يكون التقرير مواتيا لزعيم قاد البلاد الى حرب ضد رغبة أغلبية الرأي العام وقد يكبده ثمنا غاليا في انتخابات مقررة يوم الخميس حيث قد يصوت عدد كبير من الناخبين المسلمين ضده.

ويشبه تقرير بلير تحقيقا لمجلس الشيوخ في واشنطن خلص الاسبوع الماضي الى ان وكالات المخابرات الامريكية بالغت في تقدير خطر الاسلحة العراقية واستندت الى مصادر مثيرة للشكوك وتجاهلت أدلة متناقضة قبل الغزو. ومن المتوقع على نطاق واسع ان تتعرض المخابرات البريطانية لانتقادات هي الاخرى رغم ان أغلب المراقبين يشكون في ان بتلر سيتحرك بدوافع سياسية.

وقال تشارلز كنيدي زعيم حزب الاحرار الديمقراطيين "لا أريد ان تكون المخابرات هي كبش الفداء...الاحكام السياسية يجب ان تواجه مباشرة." وكان بلير أقنع البرلمان بدعم الحرب على العراق على اساس ان بغداد تمتلك اسلحة بيولوجية وكيماوية.

وجاء في ملف بريطاني عام 2002 أن بعض هذه الاسلحة يمكن استعمالها خلال 45 دقيقة من تلقي اوامر باطلاقها. ولكن بعد مرور أكثر من عام على الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين لم يعثر على هذه الاسلحة واعترف بلير للمرة الاولى الاسبوع الماضي انه قد لا يعثر عليها. وقال خبراء ان فشل المخابرات نقطة مهمة لكنها تتضاءل أمام ما فعلته الحكومة استنادا اليه.

وقال اوليفر مايلز وهو سفير بريطاني سابق في الشرق الاوسط "المشكلة العامة الكبيرة هي..لماذا ذهبنا الى الحرب.. وهل أساء رئيس الوزراء استخدام معلومات المخابرات التي كانت تصب عنده." واستطرد "الدليل واضح جدا على انه فعل هذا."

وتتعلق مهمة بتلر بالنظر أساسا في "الهياكل والعمليات والانظمة" لا في أفعال الافراد. وقال السير جون ووكر وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية ان المخابرات يجب استخدامها فقط في اطلاع واضعي السياسة على مجريات الامور. وأضاف "يبدو لي ان السياسة كانت هي التي تحرك المخابرات وهذا شيء بالغ الخطورة."

وكان تقرير اللورد هاتون في وقت سابق هذا العام عن انتحار خبير الاسلحة ديفيد كيلي كشف ان المسؤولين تجاهلوا شكوك مسؤولين في المخابرات بشأن معلومات ملف 2002. كما كشف التقرير عن العلاقات الوثيقة بين اليستير كامبل رئيس الاتصالات السابق في فريق بلير وجون سكارليت رئيس لجنة المخابرات المشتركة الذي كان معنيا بجمع الملف. واقترح كامبل ادخال بعض التعديلات على الملف.

ويقول خبراء انه لا توجد فرصة تذكر أمام بلير للتخلص من ملف العراق مع بقاء القوات البريطانية هناك واستمرار العنف. وقال مايلز "لا أظن ان أحدا قد افلت من المسؤولية.. لا بوش ولا بلير."