سلطان القحطاني من الرياض: تواترت أنباء تتجه إلى التأكيد على أن المطلوب الأبرز صالح العوفي قد سلم نفسه قبل قليل للسلطات السعودية ومعه ثلاثة من أنصاره، وأكدت البي بي سي الأنباء مكثفة وذكرت أن مساعي الشيخ سفر الحوالي قد نجحت في اقناع المطلوب بتسليم نفسه .

وكانت ترددت أنباء سابقة أن العوفي ربما يسلم نفسة هذا اليوم ليستفيد من العفو الذي قدمته السلطات السعودية للمطلوبين أمنياً ، وأن استسلامة سيتم بناء على وساطة من الداعية الإسلامي المعروف الشيخ سفر الحوالي .
وعلى الصعيد ذاته قال سفر الحوالي أنه يجري مفاوضات مع العوفي وربما سيسلم نفسة الليلة .

وكان العوفي قد ذكر في حديث أجرته معه مجلة اليكترونية حول إطلاق وزارة الداخلية السعودية مبادرة المفاوضات، وان كان يرغب المشاركة فيها خصوصاً أن القائمين عليها محسوبين علي التيار والتوجه الإسلامي. قال العوفي هذه المفاوضات مؤشر ضعف في النظام، أما بالنسبة للقائمين علي المفاوضات هم ممن أعطي الدنيا في دينه ومن المنبطحين الذين لم يجاهدوا ولم يمثلوا الجهاد والمجاهدين يوماً من الأيام فلن يرعي المجاهدون لهم سمعاً ولا أمراً وهم الذين لم يغبروا أقدامهم في سبيل الله .

ولا يعرف الكثير عن العوفي ولكن تقارير صحفية أفادت "أنه التحق بمدرسة سيف الدولة الحمداني بحي "الدويمة" الشعبي في المدينة المنورة وهي أعلى شهادة دراسية حصل عليها حين توجه إلى العاصمة للالتحاق بدورة أعمال سجون تابعة لمدينة تدريب الامن العام ليتخرج منها عام 1409 (1987) برتبة جندي أول".

و لم يبق في عمله أكثر من ثلاث سنوات حيث فصل من العمل لما وصف بأنه "سوء سلوك وانعدام انضباط عسكري" من جانبه.

ولعل أبرز صفاته كما كان رفاقه في العمل يقولون هي المشاغبة والذكاء والجسارة هي التي أهلته لخلافة المقرن وإن كانت مصادر أمنية قد أكدت أنه لا يمتلك الخبرة الميدانية الكافية التي كان يتمتع بها المقرن. كما يقول عنه رفاقه أيضا أنه يملك بنية هزيلة ولكن طباعه خطرة.

ومن أبرز الاحداث في حياة العوفي كما روت مصادر مقربة من عائلته لقاؤه بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم حركة طالبان الملا محمد عمر في أفغانستان قبل وقوع هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

ولكن هذه لم تكن أول زيارة له لافغانستان ففي عام 1993 سافر العوفي إلى أفغانستان للمرة الاولى ليعود بعدها بعام ويؤسس بشكل مفاجئ معرضا ضخما للسيارات في المدينة المنورة.

وتضيف مصادر صحفية "أنه تنقل مستخدما حجة استيراد السيارات بين السعودية وألمانيا مرورا بمطار دبي في الامارات العربية المتحدة" مرجحة أنه قد يكون "اتصل خلال تلك المرحلة بخلايا إرهابية في ألمانيا وأنه استخدم تجارته الجديدة فيما يمكن وصفه بغسيل أموال". وداعمة أقوالها بأن العوفي لم يكن يشغل وظيفة آنذاك ليأتي بهذا الرصيد الضخم.

وأضافت المصادر أن العوفي جمعته علاقة بشخص يدعى فهد سمران الصاعدي الذي كان قد توفي إثر انفجار بمنزل استخدم كمستودع للاسلحة بحي الجزيرة في العاصمة الرياض منتصف آذار/مارس الماضي. وبدا أن العلاقة تجاوزت حقيقة أنهما ينتميان إلى نفس القبيلة ونشآ في المدينة المنورة.

وفي إحدى رسائله التي نشرها موقع منبر الجهاد الاسلامي على الانترنت قال العوفي "ليعلم الجميع أن عليهم إذا أرادوا منا أن نتراجع عن مبادئنا التي من أجلها خلقنا.. وبها أمرنا ومن أجلها دماءنا سفكنا.. فليخرجوا محمدا صلى الله عليه وسلم من قبره ليقول لنا : لا تخرجوا المشركين من جزيرة العرب ليخرجوه ليقول : لا تجاهدوا المشركين بأموالكم ولا بأنفسكم ولا بألسنتكم ليخرجوه .. ليقول: إنكم مخطئون متطرفون إرهابيون .. لابد لكم أن تتراجعوا وتتوبوا .. عندها فقط سنسمع ونطيع له صلى الله عليه وسلم .. هذا وإلا فإننا سنقول بملء أفواهنا : إننا متمسكون بما صح عنه صلى الله عليه وسلم حتى نقابله على الحوض بإذن الله وإننا نعلنها صريحةً مدوية سنتوب عن كلِّ يومٍ تركنا فيه الجهاد ... سنتراجع عن كل موقف خذلنا فيه الجهاد".

مطلوبان يستفيدان من فترة العفو